ألا نحتاج إلى وعي تنويري عربي، ونحن نخوض كل هذه الصراعات والتمزقات التي تفتك بنا منذ زمن…؟
هل يعتقد البعض أن الوعي التنويري ترف…؟
ألا يبدو حالياً علاجاً لمختلف المشكلات التي تعاني منها مجتمعاتنا وتدار عن بعد بهدف بث المذهبية، وتمزيق مجتمعاتنا …؟
نعاني حالياً من غياب فكر تنويري قادر على الوقوف في وجه الهجمات الإعلامية التي لا تقل خطورة عن الهجمات الإلكترونية أو المدججة بالسلاح التقليدي وغير التقليدي.
يغيب على المستوى العربي الفلاسفة والمفكرون والمتنورون، ليحل بديلاً عنهم جيش على مواقع التواصل يهتف للسطحية والثرثرة بطريقة خانعة لماذا نستسلم إلى هذه الدرجة لغياب التنوير.
مثقفون كثر يشتغلون بمفردهم، تنتعش فكرياً حين تقترب من أعمالهم أياً كان نوعها، ولكن المشكلة أن تأثيرهم يبقى محدوداً، لا يتمكنون من جمع فكرهم ليصبح تياراً توعوياً، أو النهوض بأفكار مجتمعة لتصبح مشروعاً تنويرياً عربياً.
حتى عندما يلتقون في ملتقى أو منتدى أدبي ما، تبرز كل تلك النرجسية لتضخم الذات وتهمش الآخر، وبالطبع ليست المشكلة الوحيدة التي تعيق وصولنا إلى ذهنية جمعية متجددة قوامها الفكر والفلسفة ورافعتها المفكر العربي ذو الذهنية المختلفة.
بلدان كثيرة وصلت للبعد التنويري ودمجت بينه وبين البعد التقني، لنعيش مع حالة ذكاء اصطناعي تدمج بين العنصر البشري والتقني بطريقة تجعل كل ما حولك مفردات مبتكرة تسهل التعاطي مع مشكلات البلد وحلها…
هل سنحتاج إلى وقت طويل للوصول إلى ما وصلوا عليه، وأساسًا هل أمر وصولنا إلى المراحل المتقدمة معضلة تتطلب أن ننتظر طويلاً.
حتى وإن كان واقع الحال صعباً، إلا أن ما فعلناه سابقًا، يمكننا أن نفعله ثانية كي نبعد كل هذا التزييف الذي نعيشه.
السابق