الثورة _ رفاه الدروبي:
تعدَّدت مواهب الفنانة التشكيلية رنا محمود بين الرسم والنحت والشعر والرواية، وعادة ما تتبع الأسلوب الواقعي التعبيري في لوحاتها ومنحوتاتها، وفي حديثها لصحيفة الثورة أشارت إلى أنَّها اختارت جملاً شعريةً من نصوصها النثرية، المُختارة بعناية من إحدى مجموعاتها الشعرية أرفقتها مع ما يقابلها من لوحات لتحاكيها وتشرح ما تُعبِّر عنه.
ويتضح أنها لم تقف عند اللوحات بل قدَّمت كتلاً نحتيةً شكَّلتها بطريقة معينة ما بين الحجر الصناعي المكوَّن من مجموعة عناصر من الحجر والرمل، إضافة إلى الخشب والجص، واعتمدت على العلاقات اللونيَّة في اللوحة والفكرة والموضوع بما يتناسب والجمل الشعرية، فتولَّدت لديها قناعة بوجود علاقة وطيدة ما بين الشعر والفن، كما اختارت الألوان حسب مكوِّنات العمل وروحه ووفق مزاجها أيضاً عندما كانت تنجز أعمالها، لافتة إلى أنها شاركت في عدة معارض، كان آخرها «شذرات روح» الذي ضمّ ٢٣ لوحة تشكيلية، و٨ منحوتات مُستخدمةً ألوان الإكريليك على القماش، عرضتها في ثقافي أبي رمانة.
ضمن هذا الإطار لفت النحات خالد جازية إلى أنَّ الفنانة ركَّزت على حالات إنسانية تتعلق بالأنثى دائماً وفي داخلها حالات يصعب على أي شخص آخر أن يُشكِّلها كونها تحكي عنها وتصبُّ في شريحة مجتمعيَّة كبيرة، وإذا أردنا التحدث عن شيء إنساني فنختار المرأة كرمز من رموز العطاء وبناء المجتمع، لأنَّ رنا تحاول إخراج ما بداخلها كأنثى وتنجح في ذلك، كما تحاول إيصال الأفكار من خلال أعمالها.
بدوره أمين سر اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين غسان غانم رأى أنَّ هناك تجانساً وتباعداً باللوحات بشكل كبير، ومنها ذات سوية عالية، ولكن لا بدَّ من التركيز على مجال واحد، وخاصةً العمل النحتي لأنَّ الفنانة أنجزت منحوتاتها بطريقه جميلة.
