الثورة – السويداء – رفيق الكفيري:
شهدت فعاليات اليوم الأول من مهرجان السويداء المسرحي السابع عرض مسرحية (هو احتراق)، على خشبة مسرح المركز الثقافي العربي بالمدينة. والمسرحية من إعداد وإخراج ليال الهادي، وتمثيل الفنانين: ليال الهادي، ميايا أبو فخر، فوزي الهادي، شهد أبو فخر، عمر صافي، حسن زين الدين، أوس حسن، رند حاتم
وقال الباحث والناقد المسرحي أكرم رافع نصر لـ”الثورة”: العرض يطرح أسئلة فلسفية عن غاية الوجود من رحلة العمر القصيرة التي يعيشها الإنسان وتعلقه بالحياة وبحثه عن خلود الروح. هل الروح خالدة؟ هل توجد حياة بعد الموت. هل الروح المولودة سبقها الموت وكانت في مقر كوني قبل قدومها؟ لماذا كانت نهاية المسرحية في الولادة وليست الموت؟ طرح العرض كل هذه الأسئلة ولم يجب عليها.
ولفت نصر: ليشارك الجمهور من خلال العمل الأفكار في عملية الوعي للذات، وتحفيز العقل على البحث والتأمل، من خلال عرض مركب زاخر بالرموز الأسطورية، بأفكار جدلية تشكل موضوعا للتفلسف بلغة فنية وإشارات رمزية. في ربط وثيق بين التمسرح والتفلسف.
ويبدأ العرض بتشكيل كتلة من الأجساد وكأنها جسد عملاق يتمايل. يريد الخروج من قبضة الأرض، ومع الموسيقا والمؤثرات الصوتية يبدأ هذا الجسد يتجزأ ويتبعثر في كل الاتجاهات، كانت المجموعة تتحدث بصوت واحد كجوقة.
تقول المجموعة بصوت واحد: بعد صمت طويل تتالى من مهد إلى لحد. في إشارة إلى الولادة بعد الموت . ومن ثم الموت ومن ثم الولادة من جديد، ومن ثم تقول: ليتفجر الضحك كالبراكين الخامدة منذ أزل كأن ضاق به الزمن، نهض ومشى إلى آخر عمره فما كان هناك إلا هو. ولفتت الهادي إلى أن هذا الكلام الإخباري لا يطرح حدثاً روائياً، بل كان يطرح أسئلة فلسفية عميقة ترافقها لغة جسدية من خلال الايماءات والرقصات المرافقة تبلور تجربة إبداعية تستوحي نموذجاً فلسفياً، يشكل بالنسبة للإبداع المسرحي، ذلك الوعي الذي يسنده ويوجهه نحو اختيارات جمالية معينة، ويفتح له آفاق التأمل الذاتي والكشف عن مظاهر التحول والتطور.
والجدير بالذكر أن السمة المميزة لهذا الوعي هي كونه وعياً جمالياً مفتوحاً على أبعاد ثقافية واجتماعية، تتحول إلى حقل لصراع الأفكار المسرحية في آن واحد، ومجال لتنازع التصورات الجمالية حول المسرح في علاقته بالمبدع والمجتمع.