الملحق الثقافي- ديب علي حسن:
أدعي أني أتابع المشهد الثقافي السوري منذ أن دخلت الجامعة عام ١٩٨١م وحتى الآن.
وربما يتيح لي هذا أن أبدي رأياً لم يتشكل بين ليلة وضحاها إنما على امتداد هذه الفترة الزمنية.
وهو كما قلت مجرد رأي..
باختصار : لدينا مؤسسات ثقافية هائلة على امتداد الساحة السورية أكثر من ٤٠٠ مركز ثقافي ومئات قصور الثقافة والمكتبات العامة ولدينا وزارة ثقافة وهيئة عامة للكتاب.
ولدينا اتحاد كتاب …يعني أن البنية التحتية والمؤسساتية موجودة وهي تحتاج إلى من يديرها بالكفاءة العالية التي تعمل وفق الظروف والإمكانات..نعم الفعل الثقافي يحتاج إنفاقاً مالياً، وهذا قد لا يكون موجوداً في حده الجيد لدينا لكنه موجود ويمكن العمل ضمن معطياته.
لم يتوقف صدور أي دورية عن الهيئة العامة للكتاب ولا اتحاد الكتاب العرب..واستمرت الإصدارات.
وكذلك دور النشر الخاصة التي عوضت عن الداخل بمعارض خارجية على الرغم من ارتفاع التكاليف.
ومع هذا كله يمكن القول: إن خللاً ما يبدو ظاهراً في إدارة بعض المؤسسات الثقافية ولا سيما تلك التي تدار من خلال الشللية القاتلة ..
وعدم القدرة على الخروج من بوتقة أو فكرة أن هذا المكان الذي يديره أحد ما يظن أنه مكافأة له وليس لخدمة الثقافة والفعل الثقافي.
المراكز الثقافية ليست بخير لا في نشاطها ولا فيما تقدمه من مكافأة لمن يقوم بنشاط ما..
دوريات فكرية سورية مثل المعرفة التي تشكل علامة فارقة في المشهد الثقافي العربي تكاد تكون غائبة أو مغيبة ..السبب معروف تماماً ولنا عودة إليه.
كانوا يدعون أن الورق السبب لأن الإصدار إلكتروني فما الذي يمنعكم من العمل؟
بارقة الأمل والعمل التي نعتز بها في هذا المشهد استمرار اتحاد الكتاب العرب بدوره المعرفي المهم، وكذلك استمرار منشورات الهيئة العامة للكتاب ولا سيما المترجمة..
ا لعدد 1210 – 22 – 10 -2024