رفاه الدروبي
شارك خمسة فنانين موهوبين في معرض فني تشكيلي بعنوان «دمشق عاصمة التاريخ»، وهم: «علي السعدي، محمد دبور، موفق المصري، محمد غنيم، محمد زين كوكي»، قدَّموا فيه نحو ٤٠ لوحةً تُمثِّل حاراتها وأزقتها ودروبها العتيقة، لتحكي قصصاً وحكاياتٍ جميلةً، مُتَّبعين الأسلوب الواقعي بألوان الإكريليك والزيتي، علَّقوها على جدران المركز الثقافي العربي في «أبو رمانة».
الفنان علي السعدي أشار إلى أنَّهم رسموا دمشق بكلِّ تفاصيلها لأنَّها تُجسِّد تاريخنا القديم الممتد لآلاف السنين، وتعبِّر من خلال مفرداتها على التآلف السكاني وتناغم البيوت مع بعضها البعض، معتمدين في تنفيذ لوحاتهم على الخطوط الرفيعة، والألوان الهادئة ومشتقاتها الترابية مع ما يناسبها من الألوان الأخرى بدرجات هادئة بعيدة عن الحارَّة، وكانت اللوحات متماسكة منسجمة مع بعضها البعض، تتفرَّد بإظهار الظل والنور المنعكسين من أشعة الشمس، وتتوزَّع ظلالها على أرجاء اللوحة، كما رسموا في مفردات أعمالهم الورود تُسيج جدران البيوت والياسمين المُعرِّش عليها.
بينما لم ينسَ الموهوبون الخمسة أن يطرقوا باب التراث الظاهر في الملابس والعمارة والمقاهي والأجواء السائدة فيها، كذلك جالوا من خلال لوحاتهم بين سوق ساروجة، العمارة، القنوات، يُزيِّنها الخيل العربي الأصيل، ورسموا أبواب دمشق وأنهارها كباب شرقي ونهر بردى عندما يخترق حاراتها، وجسَّدوا أيضاً الصناعات العريقة كالزجاج المنفوخ.

التالي