الثورة – منهل إبراهيم:
لا أحد ينسى كيف عبّر مسؤول سابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن رفضه للخطة التي تم طرحها مؤخراً والمعروفة باسم “خطة الجنرالات” في شمال قطاع غزة، وشدد على أنها غير قابلة للتنفيذ، ولن تعيد الأسرى.
رئيس شعبة القوى البشرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي سابقاً، ران غورن، وفي مقال نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية، قال إن “خطة غيورا آيلاند لا تمثل جميع الجنرالات، بل عدداً قليلاً منهم، وهي غير قابلة للتنفيذ، لأنها لا تتوافق مع القانون الدولي، ولن تجد الدعم لها من قبل الولايات المتحدة.”
وقال حينها إن “خطة الجنرالات تم طرحها كأفضل طريقة، وربما الوحيدة، من أجل إجبار الشهيد يحيى السنوار على إعادة الأسرى، لكنها غير واقعية، والطريقة الصحيحة لإعادة الأسرى تمر عبر اتفاق وقف الحرب”.
واليوم دعا الجنرال غيورا آيلند، صاحب خطة الجنرالات، في مقال في يديعوت أحرونوت، إلى إنهاء الحرب على غزة بصفقة تبادل.
وقال آيلند: “استمرارنا في الحرب على قطاع غزة لن يغيّر الواقع هناك، سيحدث أمران فقط: كل المختطفين سيموتون، وسيقتل مزيد من الجنود، الواقع في غزة لن يتغيّر”.
وأردف: “صحيح أنه من الممكن محاولة تحسين شروط الصفقة، خاصة فيما يتعلق بعدد الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل أسير حي، ولكن لا ينبغي للمرء أن يصر على هذا الهراء، خاصة في ما يتعلق بفيلادلفيا”.
واستدرك: “بعيداً عن الحاجة الماسة لإنقاذ الأسرى في آخر فرصة لا تزال قائمة، هناك على الأقل أربعة أسباب أخرى تجعل هذه الخطوة صحيحة”.
ويحدد الجنرال المتقاعد أول الأسباب بأنها الخسائر البشرية، قائلاً: “لقد قست قلوبنا لمقتل العسكر خيرة أبنائنا، بسبب المصابين بجروح خطيرة، توقفنا عن الإثارة تماماً، لكن هؤلاء شباب فقدوا أطرافهم، أو أبصارهم، ودُمر عالمهم أولاً، ضحايانا، فقبل 13 شهراً كان الجمهور الإسرائيلي بأكمله يبكي لعدة أيام على كل جندي ميت، يبدو أننا فقدناه”.
ثانياً، “العبء الجنوني على الجنود، أولئك الذين هم في الخدمة النظامية، ولكن معظمهم من جنود الاحتياط، الذين يكون وضعهم العائلي والمالي معقداً في كثير من الحالات، وسيظل العبء على المقاتلين كبيراً في كل الأحوال، لكن من المرغوب تخفيفه قدر الإمكان”.
ثالثاً، “العبء الاقتصادي، كل يوم قتال يكلف حوالي نصف مليار شيكل، صحيح أن الجهد الرئيسي ينصب الآن في لبنان، لكن كل شيكل ننفقه اليوم سنفتقده بشدة غداً.”
السبب الرابع: “العالم كله متشوق لانتهاء الحرب في غزة، هناك المزيد من الفهم في العالم لماذا تقاتل إسرائيل في لبنان، وحتى بشكل مباشر ضد إيران، لكن لا أحد يفهم ما الذي نريد تحقيقه في غزة”.
وأضاف أن “عودة الأسرى لا يمكن تأجيلها، وإذا تصرفنا بشكل صحيح، فإن حماس لن تكون قادرة على بناء قوتها، ولذلك، علينا أن نسعى جاهدين لإنهاء الحرب في غزة”.
وختم: “لدينا سبعة قطاعات أخرى مفتوحة (بما في ذلك الحدود الأردنية)، لقد حان الوقت لكي نحاول إنهاء الحرب، حيث تكون التكلفة أكبر من أي فائدة، وللأسف فإن حكومة إسرائيل لا تتصرف وفق هذا المنطق، ولا تجتمع حتى لنقاش هدفه الاختيار بين خيارين: استمرار الحرب في غزة، أو الاستعداد لإنهاء الحرب، الحرب على غزة مقابل عودة جميع الأسرى”.