الثورة – منهل إبراهيم:
أكد رئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي” البريطاني ديفيد هيرست أن ما يجري اليوم، أسوأ من النكبة في عام 1948 عندما تم تحويل 700 ألف فلسطيني إلى لاجئين، وذلك لأن ما حدث في دير ياسين أو في الطنطورة يحدث كل ليلة في شمال غزة.
ورغم أن تكنولوجيا القتل اختلفت، إلا أن نية عدم ترك أحياء في المكان لم تتغير.
وتابع: “لا يدخل إلى المكان طعام ولا ماء ولا رعاية طبية، وما بقي من نظام رعاية صحية بعد عام من القصف يتم الآن تفكيكه بشكل منتظم، كما أنه يتم قصف المدارس، ويتم تحويل شمال غزة إلى مكان لا يصلح للمعيشة”.
وقال هيرست: “لقد مرت خمسة أشهر منذ أن طلب مدعي المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو ووزير حربه يوآف غالانت “.
وذلك يترك فقط المسؤولين الإسرائيليين في مواجهة مذكرات التوقيف، ومع ذلك فإنه لم يصدر منها شيء على الإطلاق، وذلك مع أن معدل فترة الانتظار التي تستغرقها موافقة قضاة غرفة ما قبل المحاكمة على طلب إصدار مذكرات التوقيف من قبل المدعي العام هي شهران.
وينص نظام روما على أن الغاية من المحكمة ليس فقط محاكمة من يتهمون بارتكاب جرائم حرب، ولكن أيضاً الحيلولة دون الاستمرار في ارتكاب تلك الجرائم.
ولكن، وعلى مدى خمسة أشهر، ظلت هذه المحكمة مشلولة بينما استمر ارتكاب جرائم الحرب بشكل يومي.
وأضاف هيرست: “يقول بايدن شيئاً، ولكنه وكما يعلم الجميع يستمر في تسليح إسرائيل بكل ما تحتاج إليه، وما يميز ترامب عنه فقط هو أنه يعبر عما يجول بخاطره”.
كلا الطرفين مذعن تماماً من خلال صمتهما، بل إن كير ستارمر ومن على شاكلته وأنطوني بلينكن ومن على شاكلته في هذا العالم أسوأ من وزير الخارجية الأمريكي الأسبق مايك بومبيو ومن صهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر.
وأشار هيرست إلى المراوغة الأمريكية وقال “في جولته الحادية عشرة إلى المنطقة، قال بلينكن لنتنياهو إن ثمة انطباعاً بأن الخطة التي وضعها الجنرالات المتقاعدون لإجبار سكان شمال غزة على الخروج من خلال التجويع يتم حالياً تنفيذها، فما كان من نتنياهو إلا أن ربت على كتفه، وكذب عليه بكل بساطة كما لم يزل يفعل مع بايدن مراراً وتكراراً”.
“يتم القتل الآن في غزة لأن نتنياهو يعلم أن بايدن على بعد أسبوعين من الانتخابات الرئاسية وأنه لم يعد لديه من رأس المال السياسي ما يمكنه من وقفه عند حده.”
وتابع: “سواء اعترفوا بذلك على الملأ أم لا، فقد أقنعهم نتنياهو جميعاً بأنه يغير مسار هذه الحرب في غزة ولبنان وأنه ينبغي أن يسمح له بأن “يكمل المهمة”.
ولكن ماذا يعني ذلك؟ ومتى وأين تكتمل المهمة؟
وأوضح أنه بالنسبة للصهاينة المتدينين في حزب القوة اليهودية، تنتهي الحرب بطرد جميع الفلسطينيين وبالاستيلاء التام على غزة من قبل المستوطنين.
وللتأكيد على “قوتهم” المزعومة، نُظم مؤتمر يوم الاثنين على بعد 3 كيلومترات من الحدود مع غزة وعلى مسمع من أصوات القصف، حضر إليه عدد لا بأس به من أعضاء الكنيست من حزب الليكود.
“كثيرون ممن شاركوا في المؤتمر كانوا يحملون ملصقات تحتفي بمائير كاهانا، الحاخام الذي ولد في الولايات المتحدة وأدين بالإرهاب، والذي قال إنه ينبغي إجبار جميع الفلسطينيين على الخروج من إسرائيل”.
وأكد هيرست أن زعيمة المستوطنين، المتشددة دانييلا ويس، ادعت بأن منظمتها، والمسماة ناهالا، أبرمت صفقة قيمتها “ملايين الدولارات” لعمل وحدات سكنية مؤقتة تمهيداً لإقامة مستوطنة في القطاع، وقالت: “سوف تشاهدون كيف سيذهب اليهود إلى غزة وكيف سيختفي العرب من غزة”.
وقال “يظن نتنياهو أنه يكسب هذه الحرب من خلال دفنه لأعدائه تحت الركام، بل إنه يدفن بذلك أي فرصة أمام اليهود الإسرائيليين لعقود قادمة لكي يتمكنوا من العيش في سلام “.
وتابع “تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام قراراً باعتبار الحادي عشر من يوليو (تموز) “يوماً دولياً للتدبر وتذكر الإبادة الجماعية في سريبرينتسا في عام 1995″، وقضت بأن تكون تلك مناسبة سنوية.”
وختم هيرست أنه “يشك في أن يتم في يوم من الأيام جلب نتنياهو وغالانت وجميع من شاركوا في ارتكاب هذه الإبادة الجماعية في غزة إلى العدالة في حياتهم”.