الثورة – حمص – سهيلة إسماعيل:
افتُتح المركز الوطني للمتميزين عام ٢٠٠٩, وهو كما كل المنشآت الحكومية, تأثر بالحرب الإرهابية على سورية والأحداث الأليمة التي شهدتها محافظة حمص, فانتقل إلى عدة أماكن كريف دمشق وطرطوس واللاذقية, وعاد من جديد إلى مقره الرئيسي في حمص عام ٢٠٢٢.. وللتعرف أكثر على طبيعة التعليم وأحوال الطلاب زارت صحيفة الثورة المركز والتقت مديره الدكتور المهند مكّي فكانت المحاور التالية:
نظام تعليم داخلي
الدكتور مكي أكد أن المركز الوطني للمتميزين يعد إنجازاً حضارياً متميزاً, يعمل على استقطاب ورعاية الطاقات الشابة المتميزة من جميع أنحاء الوطن, عن طريق فتح فرص الإبداع لهم, لتعزيز مسيرة النهوض بالمجتمع وتلبية حاجة الوطن من شباب متسلح بالعلم والمعرفة.
ويعمل المركز- وفي معرض اهتمامه بالحياة اليومية للطلبة وبأسلوب اهتمامه بالعملية التعليمية من حيث التركيز- على تحفيز مهارات التفكير خارج الصندوق والاعتماد على البحث العلمي للوصول إلى المعلومة وتطوير مهارات التعلم الذاتي لدى الطلبة، ويهدف بالنتيجة إلى تطوير وتنمية عقول متحررة منطلقة مبدعة لا تعتمد القياس والاستدلال في طريقة تفكيرها.
وأشار الدكتور مكّي إلى أن المركز يستقبل الطلاب المتميزين بعد حصولهم على شهادة التعليم الأساسي ويخضع الطالب لعدة امتحانات للقبول بالمركز وذلك بعد تحقيقه لمجموع لا يقل عن ٩٠%، يتم احتسابه بعد تثقيل مادتي الرياضيات والعلوم, ويضم المركز حالياً ٦٩ طالباً وطالبة, ونظام التعليم ضمن المركز هو نظام داخلي, فالطلاب يقيمون في المركز طوال مدة دراستهم, ويتم تأمين السكن والطعام والنقل باتجاه محطات الانطلاق إلى المحافظات أسبوعياً للطلاب من خارج المحافظة. ويوجد في المركز وحدات سكنية للذكور والإناث, والغرف مجهزة بجميع وسائل الراحة وما يحتاجه الطالب, وفي كل غرفة طالبان أو ثلاثة طلاب.
تعلم ذاتي تفاعلي
أما فيما يخص طرق التعلم والدراسة في المركز فأضاف الدكتور مكّي قائلاً: إن المنهاج التعليمي في المركز يختلف عنه في المدارس الحكومية والخاصة، ولذلك يعتمد على التعليم الذاتي ويبتعد عن التلقين بهدف إعداد شباب قادرين على البحث بشكل ذاتي عن المعلومة والوصول إليها وفمها وتحليلها ذاتياً, وهذا ما يميزهم، لذلك لا يعتبر معدل الطلاب خلال سنوات الدراسة مهماً جداً, فالمركز ليس لديه مناهج مقيدة وإنما هناك محاور ومعارف يجب أن يطلع عليها الطالب, ويوجد وسائل تعليمية متقدمة مثل الشاشات التفاعلية والحواسيب المحمولة والموصولة مع الشبكة, ويتم طرح موضوع الجلسة ومناقشة الطلاب بالمادة العلمية من خلال البحث والتفاعل مع الطلاب, وتعد مخرجات التعليم مخرجات محددة، أي يحصل الطالب على شهادة تعليم ثانوي خاصة بالمركز الوطني, وبعد إنهاء الدراسة يتابع الطلاب تحصيلهم العلمي في البرامج الأكاديمية التابعة لهيئة التميز والإبداع التي تُعنى بأمور الطلاب في المرحلة الجامعية, والاختصاصات موزعة على كامل المساحة الجغرافية للقطر.
فهناك مثلاً جامعة المنارة في مدينة اللاذقية وفيها اختصاصات خاصة بخريجي المركز كالربوتيك والأنظمة الذكية, كما يوجد عدة اختصاصات في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجية ( التحكم الآلي والحواسيب– الميكاترونيك), وفي جامعة دمشق يوجد اختصاص النمذجة في الاقتصاد والعلوم الطبية الحيوية.
وبيّن الدكتور مكي أنه تم تحديد هذه الاختصاصات ضمن رؤيا بعيدة تهدف إلى مواكبة التطورات العلمية الحديثة. ويتم إيفاد الطلاب إلى الخارج للحصول على شهادتي الماجستير والدكتوراه بالاختصاصات التي درسوها في المرحلة الجامعية الأولى.
مخابر المركز
وعن المخابر الموجودة في المركز قال الدكتور مكي: يتميز المركز عن جميع مدارس القطر بوجود مخابر متميزة, ومنها مخبر الروبوتيك والذكاء الصنعي ومخبر النانو الذي يضم حالياً أكثر من سبعة أجهزة لتحضير المواد النانوية العضوية والمعدنية.
منهاج نصف مفتوح
محطتنا الثانية كانت عند المدير العلمي للمركز المهندس رامي محمود الذي وصف المنهاج في المركز بأنه منهاج نصف مفتوح, أي لا يوجد كتب وإنما يعتمد على ما يسمى مفردات منهاج ومعايير ومؤشرات الأداء, ويتم وضعها من قبل لجان علمية مختصة بالتعاون مع جهات شريكة لهيئة التميز والإبداع، والمنهاج موسع أكثر بكثير من منهاج المدارس، ويتم التركيز على مواد معينة كالتقانات التطبيقية التي تشكل ستة محاور كعلوم الروبوت وعلوم الأمن الرقمي والبرمجي وغيرها حيث يتم العمل بمبدأ تراكم الخبرات العلمية للطلاب, بالإضافة إلى المواد العلمية هناك العلوم الإنسانية وتتضمن اللغة العربية والإنكليزية والفرنسية والروسية، والدراسات الاجتماعية والتربية الدينية.
مع الطلاب
كما التقينا بالطالبين كرم حلوم من الصف الثاني الثانوي وهو من مدينة اللاذقية، والطالب حمزة ناصر من مدينة دمشق فقالا عن الدراسة في المركز: إن المركز يوفر لنا كل وسائل الراحة، ويعتبر نظام الدراسة ملائماً لنا وفي كل الصفوف الدراسية لأنه يطور مهاراتنا، وكل يوم نكتسب معارف وخبرات جديدة من خلال التجارب العلمية التي تجري في مخابر المركز، ونحن سعداء لكوننا من طلاب المركز.
تصوير- أحمد المعلم