الثورة:
يدرك من يتابع مجريات العدوان الصهيوني على جنوب لبنان وعلى مناطق عدة في بيت لاهيا بغزة، أن ما يجري يتعدى الحرب والعدوان، حيث يستخدم الكيان الغاصب أحدث آلات القتل والتدمير التي تفتقت بها العقول البشرية الشريرة.
أبنية غارت في الأرض، حارات مسحت عن وجهها، مساجد لعبادة الله لم تسلم من الإجرام، إنه تدمير شامل دون استخدام القنبلة النووية وإن كانت على أهبة الاستعداد في أي لحظة لقتل البشر والحجر وفق العقيدة الصهيونية.
عشرات مليارات الدولارات وأكثر من ثمانية عقود كي يعود قطاع غزة إلى ما كان عليه قبل أشهر، فيما عدا عن عوائل محيت من السجلات المدنية شهداء لا يعرف أهلها أين جثثهم، لا قيم إنسانية تحكم هؤلاء الطغمة الحاكمة في “تل أبيت”.
وفي جنوب لبنان بدأت آلة الدمار بتدمير ممنهج ومرسوم مسبقاً لهذه المنطقة من لبنان لكي لا تكون صالحة للحياة الإنسانية بهذا الكم الهائل من الدمار والقوة التدميرية لتلك الأسلحة الفتاكة التي تستخدمها عصابات القتل والإجرام بحق المواطنين اللبنانيين.
ليست جديدة عليهم فقد دمروا القنيطرة قبل خروجهم منها بعد حرب تشرين التحريرية، وفعلها الأمريكيون في العراق، حيث لا تزال الآثار جاثمة على صدور أهلنا في العراق من جفاف في البيئة وقحط في الأمطار وقلة خصوبة التربية وانتشار الأمراض السرطانية وفقاً لبيانات أممية بهذا الخصوص.
ما يجري في الجنوب لا يمكن تخيله حتى في الأفلام الهوليودية الممولة صهيونياً، وواهم كل من يعتقد أنه في مأمن من ذلك الشرير الذي امتهن القتل والغدر لا بل يتلذذ في القتل ويطلق صيحات التهليل كلما قتل بريئاً يتمسك بأرضه ومثال على ذلك الفيديو الذي انتشر لعدة جنود أثناء تدمير أحد المساجد في الجنوب.
والتساؤل الذي يطرح نفسه مع كل ذلك الدعم الغربي لآلة القتل تلك، ألا يتحرك ضمير أحدهم ويقول كلمة حق على الملأ: هذا تخطى مستوى الإجرام، ومستوى الأرض المحروقة، إنه يرتقي إلى الإبادة إبادة البشر عن بكرة أبيهم لا يبقى منهم أحد يطالب بحقه وبأرضه وكرامته.
جمال ظريفة