الثورة – متابعة عبد الحميد غانم:
أكثر من عام كامل مضى على العدوان الصهيوني ضد غزة، وشهر مضى على العدوان الصهيوني ضد لبنان، وبالرغم من الامكانات العسكرية والأمنية والمالية المتاحة للعدو ورغم كل الدعم الأميركي والغربي لهذا العدو المتغطرس الذي لا يقوى إلا على القتل والتدمير وإخفاء هزائمه وخسائره العسكرية وعجزه عن تقديم الدليل على تبجحه على تغيير خارطة المنطقة.. رغم كل ذلك، يخرج علينا شايلوك العصر المجرم نتنياهو باظهار تعطشه للدماء من خلال استمرار قواته بقتل الأبرياء العزل في محاولة للهروب إلى الأمام من مآزقه ودوامة التيه الذي وضع نفسه وكيانه فيها.. بينما تستمر المقاومة في مواجهة قوات الاحتلال التي رهنت نفسها لقصير النظر نتنياهو شايلوك العصر، ليتاجر بدم الأبرياء تنفيسا لغرائز الإجرام وإزهاق المزيد من الدماء.
وتبقى فلسطين دائما قبلة المقاومين المدافعين عن الحقوق والأرض والمقدسات.
ففي ندوة لمؤسسة القدس الدولية (سورية)، فقد أكد مديرها العام الدكتور خلف المفتاح، على أن هدف هذه الحرب هو إنهاء القضية الفلسطينية من خلال إنهاء المقاومة، وبالتالي توجيه ضربة قاسية إلى محور المقاومة من خلال كسر حركة المقاومة وتدمير قدراتها في غزة، وخصوصاً أن واشنطن و”تل أبيب” ترى هذا المحور بات لاعباً فاعلاً خطيراً، ولا يُعد تهديداً وشريكاً في الصراعات الجيوسياسية في المنطقة فحسب، بل يعدّ أيضاً شريكاً في صنع القرار في المنطقة التي يعمل في مجالها الجيوسياسي كقوة صاعدة.
وأشار الدكتور المفتاح في المحاضرة التي ألقاها في يوم القدس الثقافي، وحملت عنوان: (فلسطين محور وحدة الأمة)، وجاءت تلبية لدعوة من مؤسسة القدس الدولية (سورية)، واللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني، وفصائل المقاومة الفلسطينية في دمشق، وذلك في المركز الثقافي العربي أبو رمانة، إلى أن تحقيق الانتصار يتطلب تضحيات جسام وتعاون وثيق بين قوى المقاومة لإفشال مخططات العدو، وأن التاريخ أعطانا دروسا مهمة للثورات وحركات التحرر التي انتصرت لأوطانها وشعوبها على المستعمرين الغزاة.
واستعرض الدكتور المفتاح مسيرة أهم الثورات الكبرى التي شهدتها المنطقة والعالم وقدمت التضحيات الجسام في سبيل الدفاع عن الأرض والسيادة والحقوق بوجه الغزوات والاعتداءات التي شنها الاستعمار خلال العقود الماضية، وقدم عرضاً للمشهد السياسي، متحدثاً عن واقع الأمة العربية في ظل تداعيات معركة طوفان الأقصى وحرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة ولبنان، والاستهداف المباشر لمحور المقاومة.
وشدد المفتاح على ضرورة وحدة الصف الفلسطيني، ودعم المقاومة الباسلة لتحقيق النصر وتحرير كامل الأراضي المحتلة، داعياً إلى الحذر والانتباه من التحديات والأخطار التي يقوم على أساسها مشروع الاحتلال التوسعي.
ونوه المفتاح إلى أن التحالفات السياسية والرأي العام العالمي المناصر للشعب الفلسطيني في مظلوميته لا يمكن أن يكون بديلاً عن موقف عربي موحد ودعم لوجستي حقيقي لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني وحماية إنجازات المقاومة.
عبد المجيد: المقاومة كشفت عجز الكيان
وردا على سؤال للثورة، أكد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبد المجيد أن المقاومة الفلسطينية حققت ما لم يتوقعه الاحتلال خلال عملية الطوفان وما بعدها التي جعلت الكيان الإسرائيلي أمام صدمة، وكشفت عجزه الاستخباراتي والعسكري والسياسي، وبالتالي كانت المقاومة في غزة جاهزة لكل الخيارات ما بعد الطوفان؛ لأن قادة المقاومة كانوا يقرؤون الأمور بواقعية وموضوعية.
وقال عبد المجيد: إنه كما هو واضح، لا تزال المقاومة في غزة مستمرة في تصديها للجيش الإسرائيلي المتوغل في قطاع غزة. وبعدما حول الجيش الإسرائيلي شمال القطاع إلى أرض محروقة للتوغل البري لتكون الطرقات في المدينة سهلة أمام دباباته وآلياته، فإن ما وجده بعد مرور هذه الأيام هو أن المقاومة لا تزال تقاتل بشراسة وبقوة، وتوجه إلى قواته المتوغلة الضربات تلو الضربات.
جباعي: الشباب عماد النضال ضد الإرهاب
من جهته، أشار الدكتور عمر جباعي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبه سورية إلى أن المقاومه تسطر اليوم أروع الملاحم وتسجل دروسا كبيرة للتاريخ بالرغم من أن قوى الشر والعدوان ممثلة بالكيان الصهيوني وداعميه من الغرب حاولوا بكل ما اوتوا من قوة ان يؤثروا على ظروف المقاومة لكننا اليوم نشهد ان المقاومة تعطي دروسا كبيرة لكل الأمة العربية ولكل الشعب العربي الذي ينهض من جديد ونلاحظ التاييد الشعبي الكبير والعالمي للمقاوم ولحقوق الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.