أ. د. جورج جبور:
تم توجيه رسالتين في 2002 وفي 2011 إلى رئيسين لوزراء المملكة المتحدة عن وعد بلفور، واليوم اكتب عشية ذكرى وعد بلفور عام 2024 وليس بين يدي من معلومات عن اهتمام عربي بذكرى الوعد بلفور إلا التوقع بصدور بيان عن قطاع فلسطين في جامعة الدول العربية يتحدث – كما العادة من 2007- عن الوعد بعبارات جاهزة مكررة.
واليوم الثاني من تشرين الثاني هناك فعالية يوم واحد في جامعة الاستقلال بأريحا، الضفة الغربية المحتلة، ومنظم الفعالية هو الوطني الفلسطيني منيب المصري.
وغداً محاضرة عن الجهد لإضعاف الوعد في المركز الثقافي العربي في برزة، وفي يوم الثلاثاء القادم ندوة ثلاثية عن الوعد دعت إليها اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الانتفاضة ومقاومة المشروع الصهيوني.
وبعد ما يقرب من ارتقاء 50 ألف شهيد فلسطيني ولبناني وسوري منذ تشرين أول 2023، وبعد وقوف مشرف لهيئات دولية محترمة جداً مثل محكمة العدل الدولية، في مناهضة الاحتلال، وبعد التحول الجاد في اتجاهات الرأي العام الدولي إزاء ما هو معروف من ظلم لحق بالشعب الفلسطيني، فإن هزال التعامل مع النص الأساس في ملحمة حرمان الفلسطينيين من حقوقهم، أي النص المعروف باسم وعد بلفور، فإن هزال التعامل مع ذكرى وعد بلفور إنما هو أمر يثير في النفوس حزناً أعمق من الحزن الذي أنتجه صدور الوعد.
أكتب اليوم وما أزال آمل في أن تقوم دولة عربية بدور كبير وسهل منطقي، ما هو هذا الدور رغم أنه سهل منطقي؟ هو إقناع أعضاء القمة العربية أن يقولوا في نص واحد من جملة واحدة: “وعد بلفور لم يكن منصفاً”. هل هو مطلب كبير؟ أليس هو ما قالته الدولة مصدرة الوعد في بيانها عام 2017؟ إن قاله معاً قادة العرب، كان له دوي في العالم، وكان له أثر على الأرض مؤداه وقف إطلاق النار.