الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
أفادت صحيفة واشنطن بوست في الثاني من تشرين الثاني الحالي نقلاً عن مسؤولين أوروبيين أن دول الاتحاد الأوروبي تستعد لتغيير محتمل في الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا في حال فوز الرئيس السابق دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية المقبلة.
ومع ذلك، وبينما يستعد الاتحاد الأوروبي للتغييرات في حال انتخاب ترامب، لا يزال الكرملين متشككاً في إمكانية حدوث أي تغيير على الإطلاق في حال انتخابه.
وبحسب التقرير، يستعد أقرب حلفاء واشنطن في أوروبا لانهيار محتمل في العلاقات عبر الأطلسي إذا فاز ترامب في الانتخابات في الخامس من تشرين الثاني، ويحذرون من احتمال إعادة توجيه البيت الأبيض بشأن أوكرانيا. ولهذا السبب، يحاول المسؤولون الأوروبيون الموافقة على حزم المساعدات قبل الانتخابات الأميركية.
وأضاف المسؤولون أن القيادة الجديدة لحلف شمال الأطلسي تولت أيضاً بعض مسؤوليات البنتاغون في تنسيق المساعدات العسكرية إلى كييف.
وبحسب النائب الألماني توماس إيرندل، يتعين على أوروبا أن تتحمل المزيد من المسؤولية عن أمنها، لأن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن “ربما يكون آخر رئيس عبر الأطلسي حقاً بالمعنى التقليدي من حيث شخصيته ومسيرته المهنية”.
ويعترف المسؤولون الأوروبيون بأن فقدان الدعم الأميركي في قطاع الدفاع سيكون بمثابة ضربة مدمرة للاتحاد. وقالت الصحيفة إنهم أعدوا أيضاً مسودة لرسوم تجارية انتقامية في حال بدأ ترامب فرض رسوم جمركية على سلع الاتحاد الأوروبي مرة أخرى.
وفي أواخر تموز الماضي، ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أن الاتحاد الأوروبي يعمل على تطوير استراتيجية تجارية في حال فوز ترامب بالانتخابات. وتتضمن الاستراتيجية فرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات الأميركية في حال فشلت المفاوضات الرامية إلى تحسين التجارة مع واشنطن.
وبحسب الصحيفة، فإنه في حال فوز ترامب بالانتخابات، من المقرر أن تبدأ المفاوضات مع إدارته قبل توليه منصبه رسمياً. ويريد مسؤولون من الاتحاد الأوروبي أن يناقشوا معه قائمة محتملة بالمنتجات الأميركية التي يمكن للاتحاد الأوروبي شراؤها بكميات كبيرة.
وكان ترامب قد وعد في السابق بالتوصل إلى حل للصراع في أوكرانيا من خلال المفاوضات، وصرح مراراً وتكراراً أنه سيحله في غضون يوم واحد. ورغم أن هذا مستبعد للغاية، فإنه يشير إلى حقيقة مفادها أنه يريد إنهاء الحرب، على عكس إدارة بايدن، التي أبقت الحرب مستعرة من خلال تقديم الدعم العسكري لنظام كييف.
ومع ذلك، لايزال الكرملين متشككاً، حيث أكد الرئيس السابق ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري ميدفيديف في 3 تشرين الثاني الحالي أن الانتخابات الأميركية لن تغير شيئاً، لأن مواقف المرشحين تعكس بشكل كامل الإجماع الحزبي على الحاجة إلى هزيمة روسيا.
ووصف ميدفيديف نائبة الرئيس الأميركي الحالية كامالا هاريس بأنها “عديمة الخبرة وقابلة للسيطرة”، وأن وزراءها ومساعديها، بالإضافة إلى عائلة أوباما، سيحكمون بشكل غير مباشر. ووفقاً له، لن يتمكن ترامب من وقف الصراع في أوكرانيا “ليس في يوم واحد، ولا ثلاثة أيام، ولا ثلاثة أشهر. وإذا حاول حقاً، فقد يصبح جون كينيدي الجديد”.
وأضاف رئيس الوزراء الروسي الأسبق: “لذلك فإن أفضل طريقة لإرضاء المرشحين للمنصب الأمريكي الأعلى في الخامس من تشرين الثاني هو مواصلة سحق النظام النازي في كييف”.
ورغم تشكيك موسكو في قدرة ترامب على إنهاء الحرب، فإن نظام كييف “قلق” من عودة الملياردير الأميركي إلى البيت الأبيض. وقال مسؤول أوكراني كبير لصحيفة الغارديان: “نحن قلقون بشأن ترامب”.
لا شك أن نظام كييف، مثل نظرائه الأوروبيين الذين يستعدون بالفعل لرئاسة ترامب المحتملة، سوف يشعر بالارتياح إذا فازت هاريس، حيث من المتوقع أن تستمر في سياسة بايدن.
وعلى هذا النحو، فإن نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية تشكل مسألة حياة أو موت بالنسبة لنظام كييف، وإن الدعم العسكري الأوروبي أمر بالغ الأهمية لأوكرانيا. ومع ذلك، فهو لا يكاد يذكر مقارنة بالدعم الأميركي، الذي يبلغ أكثر من 64 مليار دولار، وهو ما يفوق المساعدات العسكرية التي يقدمها جميع الحلفاء الآخرين مجتمعين.
ويبدو أن أوروبا تعتقد أن ترامب سوف يبطئ أو يوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا بالتأكيد، وهي تستعد لخططها المستقلة الخاصة إذا انتُخِب الجمهوري، ولكن كما نرى، فإن المساعدات الأوروبية لا يمكن أن تحل محل المساعدات الأميركية حتى عن بعد، وهو ما من شأنه أن يجعل أي مساعدة بمثابة إهدار ساخر للمال ولن يؤدي إلا إلى إطالة الصراع في أوكرانيا.
المصدر- غلوبال ريسيرش