الملحق الثقافي-سعاد زاهر:
بهدف تمكين اللسان العربي وصون لغته، أطلق في معرض الشارقة للكتاب بدورته ٤٣، المعجم التاريخي للغة العربية الذي يضم (١٢٧) مجلداً، ما يشكل فرصة لا تتكرر لحماية وترسيخ اللغة العربية.
الإنجاز تحقق على أيدي فريق كبير من علماء اللغة العربية يفوق عددهم الـ(٧٠٠) بين كاتب وخبير ومحرر…اشتركوا في الإنجاز من مختلف الدول العربية.
كل من يطلع على المعجم التاريخي يلاحظ أنه يضم جميع ألفاظ اللغة العربية، ويبيّن أساليبها، ويوضح تاريخ استعمالها أو إهمالها، وتطوّر دلالاتها ومبانيها عبرَ العصور، ويُعنى بذكر الشّواهد ومصادرها مع التّوثيق العلمي لكل مصدر؛ فهو هو معجم لغويّ موسّع يكشف عن تاريخ اللغة العربيّة، وعن تاريخ الأمّة العربيّة وحضارتها..
لقد تطلب إنجاز هذا المشروع سبع سنوات متواصلة، تم خلالها جمع اللغة العربية من قواعد ومعان وكلمات وأشعار وشواهد…بدءاً من الشعر العربي الفصيح، مروراً بلغة القرآن الكريم وصولاً إلى لغة الإعلام والصحافة والتواصل الاجتماعي..
لاشك أن أهمية إنجاز معجم للغة العربية في هذا التوقيت بالذات ونحن نعيش كل هذا الانسلاخ عن الانتماء والهوية، هو ليس مجرد إنجاز فكري وثقافي بل حالة توثيقية بالغة الأهمية لأنه يبين للأجيال القادمة وخاصة تلك المتأثرة بلغات أخرى قيمة اللغة العربية ومرونتها في مواجهة تكنولوجيا تحاصرنا بكل التفاصيل كي تصيغ عالم معولم على مقاسها.
العدد 1213 – 12 – 11 -2024