الثورة – طرطوس – فادية مجد:
أطلقت دائرة البحوث- شعبة الإرشاد النفسي والاجتماعي- في محافظة طرطوس مبادرة “فن إدارة الخلاف” في مدارس المحافظة، وذلك خلال شهر تشربن الثاني الجاري تحت شعار “لقاء.. حوار.. بناء”.
لتسليط الضوء على هذه المبادرة تواصلت صحيفة الثورة مع رئيس دائرة البحوث في مديرية التربية الدكتورة مايا بركات، والتي لفتت إلى أن مبادرة فن إدارة الخلاف التي أطلقت في مدارس المحافظة، هي مبادرة تستهدف جميع التلاميذ والطلاب، إضافة إلى الأطر التدريسية والإدارية في المدارس، ويقوم بتنفيذها المرشدون النفسيون والاجتماعيون في المدارس، مبينة أن الاستراتيجيات المتبعة في تنفيذها تتمثل بعدة أمور هي لعب الأدوار، عمل المجموعات، النقاش والحوار.
وأوضحت أن محاور مبادرة إدارة فن الخلاف تتمحور حول مفهوم الخلاف وأسبابه وأنواعه، والنتائج السلبية والإيجابية، وأنماط الحل، وأنماط الناس في الخلاف وطرق إدارة الخلاف وكيفية تجنبه، وكذلك التفكير الإيجابي وحل المشكلات، والتواصل التعاطفي، ومفهوم التسامح وأهميته وفوائده، وكيف نجعله نقطة قوة لدينا، لافتة إلى أن مدارس الحلقة الأولى من الصف الأول للصف الرابع سيتم فيها التركيز على تنفيذ محور التسامح فقط.
وأشارت بركات إلى أن موضوع المبادرة وهو الخلاف، ويشكل سمة مشتركة بين الناس، وهو عبارة عن اختلاف في وجهات النظر، أو الآراء بين شخصين أو عدة أشخاص للعديد من الأسباب أهمها ضعف التعاون والخلافات الشخصية واختلاف الأفكار، وغيرها من الأسباب، والتي إن لم يتم التعامل معها ستترك آثارا عديدة أهمها الحقد والكراهية والعدوان وفقدان الثقة وغيرها.
وأضافت: ولجميع ما سبق.. تأتي أهمية مبادرة إدارة الخلاف، وخاصة لدى طلاب المدارس وذلك تفادياً للآثار السلبية للخلاف، ويقوم المرشد النفسي والاجتماعي في مدارسنا ومن خلال تلك المبادرة بتدريب الطلاب على أهم الأساليب في إدارة خلافاتهم، فإدارة الخلاف هو فن يعلمنا كيف ندير خلافاتنا بطريقة تخفف قدر الإمكان من الآثار السلبية للخلاف.
بالإضافة إلى قيام المرشد بإيصال فكرة مهمة تتعلق بأنماط الناس في الخلاف، وكيف يمكن للخلاف أن تكون له آثاره الإيجابية والتي تتمثل في زيادة المعلومات والتفكير الإبداعي، وكسر حالة الجمود والملل الناتج عن الرأي، أو وجهة النظر الواحدة، بالإضافة إلى أنه يوضح للطالب كيف طريقة تفكيره وطريقة تفكير زميله والإيجابيات والسلبيات لكل طريقة تفكير، وصولاً إلى تحقيق النمو من جميع الجوانب الفكرية العاطفية والاجتماعية، وبما ينعكس في النهاية على توفير وتحسين البيئة التعليمية وتعزيز النتائج الأكاديمية للطلاب وزيادة الشعور بالأمان والانتماء.
وختمت بركات، أنه يمكن للكوادر التعليمية في المدارس الاستفادة من هذه المبادرة من خلال الاستعانة بالمرشد النفسي بالتعرف على سياسات حل الخلافات والاستفادة منها سواء من جهة علاقتهم بطلابهم وإدارة الصف، أم من جهة علاقتهم بزملائهم وحياتهم خارج المدرسة.