في رياضتنا، نجد داعمين لبعض الأندية ذات القاعدة الجماهيرية العريضة، وحبذا التركيز على الجماهيرية لأنها مربط الفرس وبيت القصيد، يتسلقون للوصول إلى رئاسة مجلس الإدارة، ويبدؤون حملة شعواء للظفر بتوقيع أفضل وأبرز اللاعبين، ويغدقون العطايا والهبات ذات اليمين وذات الشمال، ينفقون بسخاء مبالغ فيه، ويغرون النجوم بأرقام فلكية، طمعاً في تحقيق لقب محلي.
وعندما يكتشفون أن اللقب بعيد المنال، يديرون ظهورهم وينصرفون، ليتركوا الأندية بين مطرقة الالتزامات المالية التي لا طاقة لها بها، وبين سندان تهديدات اللاعبين والمدربين بالشكوى إلى أصحاب القرار، وربما للاتحاد الدولي لكرة القدم..تغرق الأندية في الديون وتتكالب عليها التحديات، وإداراتها، بالكاد تستطيع الإنفاق على الرواتب، وتعجز كلياً عن تسديد مقدمات العقود.!
القضية أن ثوب الاحتراف يشبه القدر في حتمية وقوعه، ولاشيء يشفع لرياضتنا للهروب من تفاصيله ومقوماته، فكرتا القدم والسلة أصبحتا في حكم الاحتراف، وهما لا تملكان أبسط مقوماته، ولو كانت هذه المقومات متكئة على مغامرين استهوتهم نزعة حب الشهرة والأضواء، وتحقيق مكاسب شخصية، فهؤلاء غالباً ما يوثقون كل المبالغ التي يسددونها عاجلاً، أو يتركونها آجلة الدفع ديوناً على الأندية، وليس هبات أو تبرعات.