الثورة – ريف دمشق – لينا إسماعيل:
تعبير عن الحب للوطن، والحرص على حسن سير العملية التربوية، نجحت بعض الثانويات العامة في بلدة جديدة عرطوز بريف دمشق مؤخراً في التغلب على أهم المعوقات التي تعاني منها منذ بداية العام الدراسي، والمتمثلة بنقص الكادر التدريسي في المواد العلمية والأدبية الأساسية، وفي مقدمتها ثانوية الشهيد وهبة عبد الله وهبة للبنين، واعتمدت مدير الثانوية هالة مربية على جهودها الفردية وعلاقاتها الاجتماعية، وهي ابنة البلدة، لاستقطاب عدد من المدرسين والمدرسات الأكفاء بخبرتهم المشهودة، ما عكس أصداء إيجابية لدى أهالي البلدة.
وبينت مربية لـ”الثورة” أنها اعتمدت على استنهاض الحس الوطني لديهم، حرصاً على مصلحة طلابنا ومستقبلهم، وكانت المهمة صعبة منذ بداية العام الدراسي في ظل توفر المنافس المادي بفارق كبير، لكن الانتماء الوطني تقدم لمصلحة إيثار أبناء الوطن، خاصة بعد أن بدأ عدد منهم بالانقطاع عن الدوام لعدم توفر مدرسين لجميع المواد.
وأوضح طلاب الثالث الثانوي أنهم عانوا بداية العام من نقص في المدرسين لمواد أساسية، ما دفع بعض زملائهم بالفعل للانقطاع، والتسجيل في معاهد خاصة تتقاضى ملايين الليرات أو الاعتماد على الدروس الخصوصية، ولكن هذه الحلول ليست متوفرة لكثير من أبناء ذوي الدخل المحدود، ولذلك أعادت هذه الخطوة الإيجابية لهم الأمل بتحصيل علمي مرتفع في ظل تعذر التسجيل في معاهد خاصة بسبب أقساطها الباهظة، معبرين عن شكرهم لإدارة الثانوية على جهودها المتفانية.
أما في ثانوية جديدة عرطوز المحدثة للبنات، فقد استطاعت مديرتها خديجة الحسين تجاوز مشكلة نقص الكادر التدريسي أيضاً في شعب الثالث الثانوي والتاسع، بعد جهد ومتابعة حثيثة، لكن الثانوية مازالت تعاني من نقص في الكوادر التدريسية لصفوف العاشر والحادي عشر وخاصة المواد العلمية كالرياضيات للأسف.
وفيما يتعلق بنواقص آلية العمل، فأوضحت أن المدرسين والمدرسات عمدوا إلى تقديم تبرعات شهرية من رواتبهم بدافع وطني لتغطية النقص المادي الحاصل في طباعة أوراق المذاكرات وتأمين القرطاسية اللازمة وأدوات التنظيف، رفداً لمبالغ التعاون والنشاط التي تجمع من الطالبات، وذلك من خلال مبادرة تعاونية عنوانها حب الوطن والحرص على الارتقاء بالعملية التربوية والتدريسية إلى المستوى الذي يصبو إليه أبناء الوطن المخلصين.
ويناشد الإداريون والكادر التدريسي الجهات المعنية عبر صحيفة الثورة بضرورة العمل على ترميم النواقص في أثاث مدارس وثانويات البلدة، وفي مقدمتها إصلاح المقاعد الدراسية وصيانتها وتأمين لوازمها ومستلزماتها الضرورية، مؤكدين جاهزيتهم للتعاون وتحفيز المجتمع المحلي لتقديم الدعم اللازم رفداً للقطاع التربوي العام ليستعيد عافيته من جديد.