الملحق الثقافي-رنا بدري سلوم:
يحتفي المسرح بأيام الثقافة السوريّة التي ينتظرها عشّاقها، ويبقى النّص المسرحي المرآة التي تعكس حياتنا بأفراحها وأتراحها التي رجحت كفّتها، يستوقفنا في هذه الأيام قول الكاتب المسرحيّ المبدع سعد الله ونوس الذي عانى من مرض السرطان ومع ذلك كان قد حكمنا بالأمل «لن تهدأ هذه التقلّصات وأنعم بالاسترخاء، وربما بالنوم، إلا إذا بدّلت خواتيم المسرحيّات كلها، وجعلتها سعيدة»، ليتنا جميعاً نؤمن بهذه المقولة ونطبّقها ليس على خشبة المسرح وحسب بل في شاشة التلفاز والإذاعة ووسائل تواصلنا الاجتماعيّ وفي أحاديثنا الجانبيّة فيما بيننا كي نخرج من حالة الخذلان المحاطة بنا، لنستقي منها خلاصة تفكيرنا الإبداعيّ وننثره على دروب الحياة ثقافة وفنوناً لنترك ذاكرة تشبه الإرث الذي تركه ونوس لنا وهو في أصعب حالاته حين غرق في يوميّاته في باريس وموقفه من الأطباء يتحدّثون عن مرضه بشكلٍ صريح وجارح فاستخدم التخيّل وخرج من حمأة الواقع المرير الذي يعيشه رغبة منه في مواجهة الألم ولحظات الغيبوبة التي تنتابه فكتب « ما أتفه بني آدم! بين ليلة وضحاها تحوّلت رمّة وجيفة وكان عليّ أن أتضاغط/ إنني أضمحل بصورة تافهة ورمزيّة» ومع ذلك ارتبط اسم ونوس بالأمل والتفاؤل والحياة رغم صراعات الرّوح وخيانة الجسد، ليقول لنا هكذا تنتصر نفوس المبدعين الأقوياء على مسرح الحياة الذي يشبهنا.
العدد 1215 – 26 – 11 -2024