الثورة – متابعة عبد الحميد غانم:
أقامت مؤسسة القدس الدولية (سورية)، واللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني، وفصائل المقاومة الفلسطينية في دمشق، ندوة بمناسبة يوم القدس الثقافي، بعنوان “الثقافة وجذر الهوية والانتماء”، حاضر فيها الدكتور حسين جمعة عضو مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية (سورية)، وذلك اليوم الأربعاء في المركز الثقافي العربي أبو رمانة.
وقد أدار الندوة الدكتور يوسف أسعد عضو مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية (سورية)، وذلك بحضور الدكتور خلف المفتاح مدير عام مؤسسة القدس الدولية (سورية)، والدكتور صابر فلحوط رئيس اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني، والمستشار الثقافي للمستشارية الثقافية الإيرانية بدمشق وعدد من ممثلي الفصائل ومن الباحثين والكتاب والإعلاميين.
انطلق الباحث الدكتور حسين جمعة في محاضرته من الثقافة التي تنافس الباحثون في إيجاد تعريف جامع مانع لها، مشيراً إلى أن أشهر تعريف لها ما قاله تايلور: إنها ذلك الكل المعقّد الذي يتضمن المعرفة والعقيدة والفن والأخلاق والقانون والعادلة وكل المقومات الأخرى التي يكتبها الإنسان بصفته عضواً في المجتمع.
كما أشار إلى تعريف الباحث الدكتور عبد الله عبد الدايم بأنها جملة السمات والملامح الخاصة التي تمیز مجتمعاً معيناً، أو زمرة اجتماعية معينة سواء أكانت روحية أم مادية أم فكرية أم عاطفية.
ورأى الدكتور جمعة بأن الثقافة هي مدخلات الذهن الإنساني التي تحولت إلى سلوك وعادات ومعارف ومشاعر تتجلى قولاً وفعلاً في حياة الفرد والمجتمع.
ولفت إلى أنها مجموعة الأنساق المعرفية الاجتماعية والطبيعية / المادية والمعنوية التي تشكل ذاتية الإنسان وتطور سلوكه وأفكاره على كل المستويات والاتجاهات بوصفها تتأصل في أنواع متعددة / قديمة – معاصرة / تقليدية – ابتكارية / وطنية – قومية – إثنية / اجتماعية – سياسية – اقتصادية – فنية – أدبية – علمية – / عاطفية أو نفسية – دينية – علمية. … متخلفة – متقدمة…
وأشار الدكتور جمعة إلى أنها ترتبط بالوعي الحضاري والتاريخي وتتصل بالحياة والواقع المعاصر، لتصبح ثقافة مجسدة للصدق والإخلاص والاستقامة.
ونوه الدكتور جمعة بضرورة توفر شروطها وهي شروط المثقف والثقافة، وأبرزها:
– الاستقامة والقوة والمنعة الذاتية
– صدق الارتباط بالوجود الاجتماعي وفق إرادة الانتماء والولاء الموضوعي / النفسي – الذاتي
– قوة الوعي بالوجود والهوية والانتماء وامتلاك القرار وفق مفهوم الاختيار والاحتماء
– تجذير الوعي بالحرية والحق والدفاع والعدالة من الذات والمجتمع، ودفع الظلم عن المظلوم.
– أصالة وعي الماضي – التراث، ووعي الحاضر الحداثة
– عدم السقوط في مفهوم القطيعة المعرفية.
– قدرة الانفتاح على الآخر الموافق والمتباين، أي يقبل الآخر ويعترف به.
وبين المحاضر أنه لا وجود في الثقافة المتحضرة للانغلاق أو التحجر أو التعصب أو الظلم أو العدوان، فالثقافة المنغلقة على ذاتها ثقافة ميتة سواء أكانت دينية أم إيديولوجية معاصرة. وهذا يدعونا إلى بيان مفهوم المثقف، إذ كان لدى القدماء يعني أن يعرف كل شيء عن شيء، أو أن يعرف شيئاً عن كل شيء… أي إنه جامع موسوعي، أما المثقف المعرفة – عندنا – فهو المفكر المعرفي الناقد والحر والملتزم الذي امتلك مجموعة أنساق الثقافة ذاتياً وموضوعياً، مؤكداً أن هذا النوع من المثقف غدا القدوة والمثال في سلوكه ومعارفه الموضوعية والموسوعية
وخلص الدكتور جمعة إلى أن الثقافة ليست محايدة فهي تقوم بوظائف شتي في الانخراط بقضايا المجتمع والأمة في الوقت الذي تحقق الوظيفة الجمالية التي تحقق الإمتاع والفائدة بما تختزنه من أنماط فكرية، وأساليب المحاججة والجدل العقلي المنطقي، أو الحوار الأدبي والفني المانع.
وقال: إنه لا يمكن أن يكون المثقف المنتمي الملتزم محايداً وبعيداً عن متطلبات الحياة التي يحتاج إليها مجتمعه وفق ما فهمناه منذ العصر الجاهلي حيث وضع المبدعون والشعراء في خدمة قبائلهم ومن ثم طور الإسلام ذلك فجعلهم مدافعين عن مبادئه.