مراسلتا “الثورة” في دمشق ميساء العلي وبيداء الباشا:
مع إلغاء الرسوم الجمركية على العديد من السلع وخاصة المستوردة بدأت الأسعار تنخفض بشكل تدريجي، ولاسيما الألبسة والأحذية والتي كانت تكلف القطعة الواحدة منها أكثر من راتب الموظف بكثير في زمن النظام البائد، والذي كان يتبع سياسة رفع الرسوم الجمركية لتحقيق مكاسب مادية بحجة توفير عوائد مالية لخزينة الدولة، ولم تسلم الألبسة المستعملة (البالة) من ذلك، فقد تم فرض رسوم مرتفعة، حتى باتت أغلى من الألبسة الجديدة، والتي هي بدورها أيضاً ارتبطت بسعر الصرف، وأصبحت حلماً بالنسبة للمواطن الفقير الذي كان يعتمد اعتماداً كلياً عليها.
اليوم ومع سوريا الحرة الجديدة اختلف الأمر بشكل كبير، فأصبحنا نلمس بشكل واقعي أسعاراً منخفضة لتلك الألبسة.
“صحيفة الثورة” جالت على عدد من أسواق دمشق التي تبيع الألبسة واستطلعت آراء أصحاب المحال وبعض المواطنين الذين التقتهم..
ففي سوق الصالحية الشهير بمدينة دمشق قال لنا أحمد طرابيشي- صاحب محل بيع ألبسة نسائية: إن الأسعار قد انخفضت بشكل ملحوظ نتيجة خفض وإلغاء الرسوم الجمركية التي كانت تفرض على استيراد المواد الأولية لصناعة الألبسة محلياً، أو حتى المستوردة، لأكثر من النصف مما كانت عليه، وهذا ما شجع الناس على شراء الألبسة بعدما أصبحت حلماً لأي رب أسرة يريد تأمين الكساء لأولاده.
بالمقابل وفي سوق الحمرا الدمشقي المعروف، قال لنا جهاد السمان- صاحب محل لبيع الأحذية الرجالية: إن ثمن الحذاء قد انخفض لأكثر من النصف.
والأمر كذلك في سوق الجسر الأبيض، حيث رأينا عروضاً وتنزيلات، لكن هذه المرة حقيقية.. فعلى سبيل المثال سعر جاكيت نسائي كان يباع بسعر ما يقارب المليون أصبح اليوم يباع ما بين 400 و500 ألف، والأكثر من ذلك ما رأيناه في سوق الصالحية بالنسبة لألبسة الأطفال والتي كانت أسعارها خيالية، فكان مثلاً سعر الطقم الولادي يصل إلى 800 ألف ليرة سورية، اليوم نراه بعد التحرير، وخاصة مع التنزيلات التي أعلنت عنها معظم المحال التجارية بمناسبة التحرير والتي تراوحت ما بين 30 إلى 50% أصبح يباع أي طقم ولادي ما بين 250 إلى 350 ألف ليرة، وبالطبع هذه الأسعار نراها أقل بكثير في الأسواق الشعبية كالحميدية على سبيل المثال.
وفي اللقاءات مع بعض المواطنين، حدثتنا فرح حميدي، التي التقيناها في سوق الشعلان المعروف بطبيعة الحال أن أسعاره مرتفعة، ويعد لشريحة مخملية وليس لعامة الناس قائلة: إنه أصبح بإمكانها شراء ما تحتاجه من دون أي قرض سنوي- إن حصلت عليه.
في حين قال سعيد السيروان: إن شراء طقم رجالي أصبح اليوم متاحاً رغم صعق القوة الشرائية، مشيراً إلى أن الأسعار ستنخفض بشكل أكبر بعد فتح الأسواق وتحقيق التنافسية العادلة هذه المرة.
لم نتوقف هنا وتابعنا جولتنا إلى سوق البالة في منطقة الإطفائية المشهورة، لنرى كيف أصبحت أسعار البالة بعد التحرير.. والتقينا السيدة هدى الطباع، والتي أعربت عن فرحتها بانخفاض الأسعار وذلك لصعوبة وضعها المادي، وأصبح بإمكانها شراء الألبسة لأطفالها.
وفي سياق متصل قال عمار الشربجي: إن البالة وبعد إلغاء رسوم الجمركية أصبحت بأسعار مقبولة عما كانت عليه في عهد النظام المخلوع، حيث كان ارتفاعها عائداً إلى الرسوم الجمركية رغم أنها كانت ممنوعة وتدخل بطرق غير شرعية، منوهاً بأن سوق البالة يقصده الغني قبل الفقير.
ختاماً.. وبعد تلك الجولة نستطيع أن نقول: أصبحنا في مرحلة جديدة للاقتصاد السوري يسوده التنافسية والسماح للجميع بالاستيراد من دون تلك المعوقات التي كان يفرضها النظام البائد على المواطن قبل التاجر.
#صحيفة_الثورة