مراسلة “الثورة” في دمشق ثورة زينية:
منذ ما ينوف عن سبع سنوات كان قد اتخذ قرار برفعِ الأذى عن نهر بردى بكلفة ما يقارب الـ١٤ مليار ليرة من قبل الحكومة التي كانت تعمل تحت ظل النظام البائد، وكان هناك تجاهل متعمد لواقع النهر الذي يعتبر من الثالوث التكويني لمدينة دمشق وهذا الثالوث هو الغوطة وبردى وقاسيون.
بقي حبيس الأدراج
وكان من المفترض أن يخصص مبلغ الـ١٤ ملياراً لمعالجة جذرية، ومشروع استراتيجي في محافظتي دمشق وريفها ينفذ خلال عامين، حيث كانت الفاتورة الصحية والبيئية التي يتم دفعها في كلا المحافظتين نتيجة تلوث بردى كبيرة، إلا أنه مضى العامان وابتلع مشروع إحياء النهر مبلغ الـ14 ملياراً من دون أن تحرك ذرة من تراب نهر بردى، وبعد 4 أعوام عادت الاجتماعات والندوات لتثير موضوع إحياء النهر ومعالجة الوضع البيئي لمحيطه، إلا أن ذلك بقي حبيس الأدراج وحبراً على ورق.
وكان من المفترض أن يشمل المشروع مراحل تتضمن إنشاء محطتين للمعالجة، الأولى في جمرايا والثانية عند معمل الإسمنت في دمر، وذلك لرفع كل خطوط الصرف الصحي الممتدة إلى محور النهر، والثانية لتنفيذ محور الصرف الصحي من عين الخضرة حتى محور المحطة بطول ٧٧٠٠ متر، واستكمال تنفيذ محور الصرف الصحي من التكية حتى كفر العواميد بطول ٣٧٨٠ متراً، إضافة لإصلاح الخط المنسق في عين الخضرة والفيجة وطوله ١١٣٠٠ متر، وإلى صيانة منظومة المعالجة في قدسيا والهامة، ورفع مصبات الصرف الصحي في محور وادي المشاريع وجبل الرز وإصلاح محطة عدرا.
ينتظر الإنعاش
كثيرٌ من الدمشقيين يتذكر أيام فيضان مياه نهر بردى، والأكثر هم الذين يتذكرون أيام “السيران” على ضفافه، لكن الأمس ليس كاليوم الذي جعل سكان أرقى مناطق العاصمة التي يمر بردى منها يغلقون نوافذهم بسبب الروائح الكريهة الصادرة عنه، ولا يزال النهر الخالد ينتظر من ينعشه من جديد.