أساتذة في الاقتصاد لـ”الثورة”: الموازنة الاثنا عشرية إجراء استثنائي لإدارة الشؤون المالية

مراسلتا “الثورة” في دمشق ميساء العلي وبيداء الباشا:

قال وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال محمد أبازيد: “إن الموازنة الإثني عشرية مؤقتة ريثما تكون الظروف الاقتصادية ‏ملائمة لإعداد موازنة عامة للدولة، وإيقاف العمل بموازنة 2025 التي أقرها النظام البائد جاء نتيجة ‏نسبة العجز الكبيرة فيها، والبالغة نحو 12 تريليون ليرة سورية وتغير المعطيات ‏الاقتصادية حالياً”.
إجراء استثنائي
وفي هذا السياق أوضح أستاذ الاقتصاد في جامعة حلب الدكتور حسن حزوري أن اعتماد الموازنة الاثني عشرية يتم في بعض الحالات كإجراء استثنائي لإدارة الشؤون المالية للدولة، حيث يعتمد هذا النظام على تقسيم موازنة العام السابق إلى 12 جزءاً متساوياً، ويخصص لكل شهر جزء محدد لتغطية النفقات العامة.
وأضاف في حديث خاص لصحيفة الثورة أن الموازنة الإثني عشرية تستخدم لعدة أسباب منها: تأخر إقرار الموازنة العامة، فإذا لم تتمكن الحكومة أو البرلمان من إقرار الموازنة العامة الجديدة قبل بداية السنة المالية الجديدة، يتم اللجوء إلى الموازنة الإثني عشرية لضمان استمرار تمويل الخدمات العامة وعدم تعطل المؤسسات الحكومية، أيضاً عند انتصار الثورات أو الأزمات السياسية أو الاقتصادية، فعندما تنتصر الثورات وهذه هي الحالة السورية، أو عندما تنشأ أزمات سياسية، مثل تعطل عمل البرلمان أو تغيير الحكومة، مما يؤدي إلى تأخر إقرار الموازنة.
كما يمكن أن تُستخدم الموازنة الاثنا عشرية في أوقات الأزمات الاقتصادية لضمان استمرارية الإنفاق العام حتى يتم التوافق على خطة مالية أكثر شمولية.
استمرارية العمل الحكومي
ومن أسباب إقرار هذا النوع من الموازنات ضمان استمرارية العمل الحكومي، فهذا الإجراء يتيح استمرار دفع الرواتب وتغطية النفقات الضرورية، مثل خدمات الصحة، التعليم، والدفاع، من دون تعطيل.
ويضيف الدكتور حزوري سببا آخر هو الإجراءات الطارئة ففي بعض الأحيان، يتم استخدام الموازنة الاثني عشرية إذا كانت هناك حاجة لتقييم الظروف المالية بدقة أكبر قبل وضع خطة جديدة.
وحول المزايا التي تحققها هذه الموازنة- بحسب الدكتور حزوري- هو استمرارية الإنفاق الحكومي دون انقطاع وتسهيل إدارة الموارد المالية في حالة الطوارئ.
بالمقابل فإن من عيوب الموازنة الاثني عشرية عدم المرونة في التعامل مع التغيرات الجديدة أو الطارئة، إضافة إلى عدم القدرة على تنفيذ مشاريع جديدة لأنها تعتمد على تقسيم الإنفاق السابق فقط.
مؤقتة تلبي الاحتياجات الضرورية
بالمقابل يرى الخبير المصرفي والمالي الدكتور علي محمد أن الموازنة الاثني عشرية أحد مبادئ إعداد الموازنات في دول العالم، وهو مبدأ قانوني يختلف عن الموازنة السنوية من عدة نواح، فالموازنة السنوية تصدر لسنة كاملة وتأخذ بعين الاعتبار جميع الأهداف المتوسطة والبعيدة المدى وفق الاستراتيجية العامة للحكومة، أما الاثني عشرية فتكون مؤقتة تلبي الاحتياجات الضرورية التي يقتضيها الواقع وتفرضها الظروف، في حين أن الموازنة السنوية يتم إعدادها على مدار السنة والموافقة عليها من قبل السلطة التشريعية، فيما الموازنة المؤقتة يتم إعدادها خلال فترة قصيرة تعتمد على موازنة العام السابق ومن ثم يتم تقسيمها على ١٢ شهرا وتخصيص المبالغ لكل شهر بشهره.
وأضاف في حديثه الخاص لـ”الثورة” أن ميزة الموازنة الاثني عشرية أنها مرنة يمكن التعديل على بنودها بحسب مقتضيات الواقع خلافاً للموازنة السنوية التي تتصف بأنها غير مرنة كونها ترتبط بأهداف معينة، وتتضمن خططا واستثمارات جديدة في حين الموازنة المؤقتة ربما لا تتضمن هذه الاستثمارات.
تتبعها بعض الدول
وبين الخبير المصرفي والمالي أن بعض الدول التي تتبع مبدأ الموازنة الاثني عشرية مثل لبنان والأردن والعراق وإيطاليا، إضافة إلى اليونان أثناء أزمتها عام ٢٠١٥، ومن الدول العالمية كانت فرنسا تتبع هذا المبدأ قبل تحديد النظام المالي لديها، وأيضاً الولايات المتحدة الأمريكية تتبع أسلوب الموازنة الاثني عشرية في كثير من الحالات، ولاسيما عندما يكون هناك خلاف أو نقاش بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس والذي يفضي إلى عدم التوافق على رقم معين للموازنة العامة لما تنطوي عليه من دين عام حكومي، فيحدث هناك ما يسمى بالإغلاق الحكومي، فخلال هذه الفترة يتم اللجوء إلى بند الموازنة الاثني عشرية.
وأضاف الخبير المصرفي والمالي أن موازنة العام ٢٠٢٥ ستكون اعتماداً على موازنة العام الماضي، أي إجمالي اعتمادات ٣٥ ألفاً و٥٠٠ مليار ليرة سورية موزعة على ٢٦ ألفاً و٥٠٠ مليار ليرة كاعتمادات جارية، و٩ آلاف مليار اعتمادات استثمارية.

وختم كلامه بالقول: إن الموازنة الاثني عشرية تحدث في الظروف الخاصة وعند عدم الاستقرار في البلد أو كوارث طبيعية أو عدم إعداد الموازنة في مواعيدها الطبيعية ولكن تستخدم في شكل مؤقت ولا يجوز أن تستخدم على المدى الطويل.
أخيراً.. الموازنة الاثنا عشرية هي إجراء مؤقت يُستخدم لضمان استمرارية الإنفاق العام في حالة تأخر إقرار الموازنة الجديدة.

#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
االشرع والشيباني يستقبلان في قصر الشعب بدمشق وزير الخارجية البحريني عقاري حلب يباشر تقديم خدماته   ويشغل ١٢ صرافا آلياً في المدينة مسافرون من مطار دمشق الدولي لـ"الثورة": المعاملة جيدة والإجراءات ميسرة تحسن في الخدمات بحي الورود بدمشق.. و"النظافة" تكثف عمليات الترحيل الراضي للثورة: جاهزية فنية ولوجستية كاملة في مطار دمشق الدولي مدير أعلاف القنيطرة لـ"الثورة": دورة علفية إسعافية بمقنن مدعوم التكاتف للنهوض بالوطن.. في بيان لأبناء دير الزور بجديدة عرطوز وغرفة العمليات تثمِّن المبادرة مباركة الدكتور محمد راتب النابلسي والوفد المرافق له للقائد أحمد الشرع بمناسبة انتصار الثورة السورية معتقل محرر من سجون النظام البائد لـ"الثورة": متطوعو الهلال الأحمر في درعا قدموا لي كل الرعاية الصحية وفد من "إدارة العمليات" يلتقي وجهاء مدينة الشيخ مسكين بدرعا مواطنون لـ"الثورة": الأسعار تنخفض ونأمل بالمزيد على مستوى الكهرباء وبقية الخدمات الوزير أبو زيد من درعا.. إحصاء المخالفات وتوصيف الآبار لمعالجة وضعها أعطال بشبكات كهرباء درعا بسبب زيادة الأحمال جديدة عرطوز تستعيد ملامحها الهادئة بعد قرار إزالة الأكشاك استثماراً للأفق المستجد.. هيئة الإشراف على التأمين تفتح باب ترخيص "وسيط تأمين" جسر جوي _ بري مؤلف من أربعين شاحنة من المملكة العربية السعودية للشعب السوري الشقيق رئيس منظمة الهلال الأحمر لـ "الثورة" المساعدات ستغطي كامل الجغرافيا السورية وسيستفيد منها الجميع وزير العدل يلتقي وفداً من إدارة قضايا الدولة في انتظار وصول طائرتي مساعدات سعوديتين من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إخماد حريق كبير في العصرونية بدمشق القديمة