مراسلة “الثورة” في دمشق نهى علي:
أشاد أستاذ القانون العام في جامعة دمشق الدكتور عمار التركاوي، بمبادرة الإدارة الجديدة ذات الأثر الاستراتيجي في البعدين الاجتماعي والتنموي العام، والمتمثلة بمعالجة “معضلة” الخدمة الإلزامية ووضعها في سياق آخر مرن.
وقال د.التركاوي في تصريح لصحيفة “الثورة”: قامت الإدارة السياسية الجديدة في سوريا بخطوة مهمة مباركة وهي إلغاء التجنيد الإلزامي للشباب السوري، وتأسيس جيش وطني تطوعي محترف، كما هو معمول به في معظم الدول المتقدمة.
وأضاف: أعتقد جازماً بدقة وصوابية هذا القرار باعتباره يسمح باستثمار طاقات الشباب السوري الواعد في عملية إعادة إعمار الوطن وبنائه، ويحد من هجرة الأدمغة والطاقات والمواهب لدى أبناء سورية إلى الخارج.
ولفت إلى أن عدم الرغبة بالالتحاق بالخدمة الإلزامية، كانت سبباً مباشراً لهجرة الشباب السوري إلى الدول العربية ودول أوروبا الغربية على وجه الخصوص، وقد أدى هذا الأمر إلى حرمان وطننا الغالي سوريا من الاستفادة من مؤهلات وإبداعات شباب سوريا الذين أثبتوا دوماً أنهم قامات متميزة في مختلف التخصصات، سواء كانت طبية أم هندسية أم قانونية أم اقتصادية.
واعتبر الدكتور عمار التركاوي، أن زوال هذا الهاجس الذي كان يخيم على عقول شبابنا ويأخذ سنوات من عمرهم، سيسمح لهؤلاء الشباب بتوظيف طاقاتهم وإمكاناتهم لخدمة سوريا الحرة الجديدة، والتي اعتقد أنها بجهود أبنائها المخلصين، وبهمة الإدارة السياسية الجديدة، وبدعم الدول العربية الشقيقة والدول الأجنبية الصديقة، ستكون خلال فترة وجيزة- إن شاء الله، في مصاف الدول المتقدمة، فالشباب هم أمل الأمة الواعد ومستقبلها المنشود.
وختم بالقول: أبارك وأؤيد هذه الخطوة الإيجابية، وأدعو لبلدي الحبيب سوريا بدوام الأمن والسلام والتقدم والازدهار وعاشت سوريا حرة أبية.
جدير ذكره.. إن المعالجة الخاطئة لملف التجنيد الإلزامي، وما اعتراها من استهتار اتخذ مع تقادم السنين بعداً “استثمارياً” حاول من خلاله النظام البائد الإثراء على حساب لقمة الفقراء ومصائرهم، من خلال دفعهم للهجرة من أجل تأمين المبلغ النقدي الباهظ المطلوب لدفع البدل النقدي اللازم للإعفاء من الدخول في “نفق” الخدمة الإلزامية، التي كان السوريون يعتبرون أن الداخل فيها مفقود والخارج مولود.. جراء حزمة المخاطر التي تنطوي عليها الخدمة الإلزامية، في حرب لم تتبلور خلالها القناعات والعقيدة الحقيقية بما أنها حرب افتعلها النظام البائد بين إخوة الدم والتراب.
ويتوقع مراقبون أن تؤدي خطوة إلغاء الجندية الإلزامية إلى عودة أعداد كبيرة من شباب سورية للمشاركة في إعمار بلدهم، بعد أن تم تهجيرهم بشكل تعسفي لا إنساني.
#صحيفة_الثورة