الحرية بنكهة السوريين

الثورة – كلوديا حسن:
بعد ٥٥ عاماً من قمع الحريات وأدلجة الأدمغة على نهج مفروض من الشعارات الرنانة والخطابات الخشبية التي تقدم في فحواها قضية مصيرية وجودية، وفي خفايا القائمين عليها “سم الأفاعي”، على مبدأ دعني أبيعك الشعارات وأشتري منك عيشك الكريم وحياتك ثمناً لبقائي.
هكذا كان يعيش السوريون منذ أن اعتادوا على “الصفقة الطلائعية” بروتينهم اليومي إلى أن وصلوا لتجييش الأخ على أخيه، وزرع الفتنة عبر تزييف الحقائق.
منذ عام ٢٠١١، والشارع السوري يتعرض لأكبر خديعة في التاريخ، “بالروح بالدم نفديك يا”.. وإذا ترجمنا هذا الشعار بكل لغات العالم نجد أنفسنا أننا أمام طاغية يعيش على إزهاق الأرواح، ويعتبر نفسه “إلاهاً” يجب أن نقدم له نفوسنا وأبناءنا قرابين لبقائه.


“الوطن ليس فندقاً نغادره متى ساءت خدمته”.. هذا ما كان يصدِّع رؤوسنا به، لنكتشف فيما بعد أن الوطن بالنسبة “لعائلة المخلوع” فندقاً نبيعه بعد أن ننتهي من حرقه، على مبدأ الرد في الزمان والمكان المناسبين على رؤوس الشعب الفقير، وليس على رأس العدو المحتل الذي كان صديقاً وحامياً لرأس الأفعى في سورية.
اليوم اجتمع السوريون على عنوان الحرية، بعد أن فرَّ هارباً من اغتصب الحرية منذ أن ورث الحكم عن أبيه مغتصباً الدستور والجمهورية.
إن الحياة كانت تمضي عجلتها بسرعة كبيرة، لكن عقل السوريين كان مقفلاً على ما تريده “عائلة الأسد الهارب” فقط، واليوم نناشد الحرية أن تجمعنا كسوريين.
سوريون فقط على طاولة واحدة، عنوانها الوطن الذي نزف لسنوات عبر سكاكين داخلية وخارجية، أرادت أن تسرق هذه الأرض التي تقيأت ثمناً للحرية دماء وتفرقة.
السوريون اليوم بأمس الحاجة لبعضهم، وأن يحبوا بعضهم بجميع الطوائف والشرائع والعقائد، وأن يحبوا بعضهم يعني أن يكون ذلك هو السلاح الوحيد الذي يشهر اليوم وحده في وجه كل يد ولسان غريب يحاول اغتصاب الثورة على الطغيان تحت شعارات طائفية ومذهبية.
السوريون اليوم بحاجة أن ينعموا بأمان بعد سنين من الخوف والرهبة، هم بحاجة للعدالة والوقوف في وجه أي جهة تحاول أن تشوه الثورة بفكر نشاز عن النسيج المجتمعي المتميز باختلافه والمتجانس عبر تنوعها.. عاشت سوريا حرة أبية.

#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
مشاريع صناعية تركية قيد البحث في مدينة حسياء الصناعية تطوير القطاع السياحي عبر إحياء الخط الحديدي الحجازي محافظ درعا يلتقي أعضاء لجنة الانتخابات الفرعية تجهيز بئر "الصفا" في المسيفرة بدرعا وتشغيله بالطاقة الشمسية توسيع العملية العسكرية في غزة.. إرباكات داخلية أم تصدير أزمات؟. "الذكاء الاصطناعي" .. وجه آخر  من حروب الهيمنة بين الصين و أميركا الجمعية السورية لرعاية السكريين.. خدمات ورعاية.. وأطفال مرضى ينتظرون الكفلاء مدارس الكسوة والمنصورة والمقيليبة بلا مقاعد ومياه وجوه الثورة السورية بين الألم والعطاء يطالبون بتثبيت المفصولين.. معلمو ريف حلب الشمالي يحتجّون على تأخر الرواتب تقصير واضح من البلديات.. أهالٍ من دمشق وريفها: لا صدى لمطالبنا بترحيل منتظم للقمامة ماذا لو أعيد فرض العقوبات الأممية على إيران؟ "زاجل" متوقف إلى زمن آجل..مشكلة النقل يوم الجمعة تُقّيد حركة المواطنين في إدلب وريفها الدولة على شاشة المواطن..هل يمكن أن يرقمن "نيسان 2026" ثقة غائبة؟ تعزيز الشراكة السورية- السعودية في إدارة الكوارث بين الآمال والتحديات.."التربية" بين تثبيت المعلمين وتطوير المناهج "العودة إلى المدرسة".. مبادرة لتخفيف الأعباء ودعم ذوي الطلاب "بصمة فن" في جبلة.. صناعة وبيع الحرف اليدوية إسرائيل تبدأ هجوماً مكثفاً على غزة المشاريع السعودية في سوريا.. من الإغاثة الإنسانية إلى ترسيخ الحضور الإقليمي