الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
ترك الفنان الراحل تمام العواني مسيرة فنية غنية، وحصل على جائزة أفضل ممثل في مهرجان حمص وحماة المسرحي وجائزة النقّاد والجمهور في مهرجان “القاهرة”، وتم تكريمه من قبل نقابة الفنانين على أعماله وتجاربه في المسرح سنة (1996).
تناول رئيس فرع حمص لنقابة الفنانين أمين روميه، تجربة الفنان الراحل تمام العواني، قائلاً: رحيل الفنان المسرحي تمام العواني شكل صدمة في الوسط المسرحي، تاركاً فراغاً كبيراً، لا يملؤه إلا صاحب موهبة، متمكن من أدواته في مجال المسرح، لقد كان الراحل شغوفاً عاشقاً للوقوف على المسرح، ومخاطبة الجمهور من خلال عروضه المسرحية، التي كتب نصوصها بنفسه أو قدمها لكتاب آخرين.
قدم الراحل العواني مسرحيات لفرع حمص لنقابة الفنانين، وعدداً من العروض المسرحية منها: “الكهف”، “العقرب”، “الكواليس” وغيرها.
وله مشاركات مهمة خلال دورات مهرجان حمص المسرحي، أما مشاركته الأخيرة في مهرجان حمص الخامس والعشرين الذي أقامه فرع حمص لنقابة الفنانين في شهر تشرين الثاني الماضي، فتضمن عرضاً مسرحية بعنوان “يوميات أبو نزهة” أمتع الجمهور من خلال أدائه وحضوره.. انتهج الفنان الراحل خط المونودراما، وابتعد عن الأعمال التي فيها عدد من الشخصيات لأسباب كثيرة، منها أنها أيسر له من حيث التحرك، وتقديم هذه العروض المسرحية في المحافظة بأقل تكلفة وأقل الأعباء المادية، علماً أن الذين اختصوا بهذا القالب الفني قلة في حمص.
أضاف روميه: قدم الراحل العواني أعمالاً هامة في مجال المونودراما، مسجلاً حضوراً يستحق الاحترام والتقدير، كما أنه خاض تجربة مسرح الغرفة في عرضه يوميات “أبو دعاس الحمداني” قدمه لعدد محدد من الجمهور في مساحات ضيقة في مساحة غرفة، وتعتبر تجربة هامة لم يسبقه أحد في محافظة حمص، برغم وجودها في دمشق وفي بعض المحافظات..
كما أنه قدم العديد من العروض المسرحية للمسرح القومي ومديرية المسارح، وخاض تجربة الكتابة، فقدم ثلاث مجموعات تتضمن نصوصاً مسرحية بعنوان: “حكايات تعرفونها” و”قناديل حالمة” و”نصوص مالحة”.. ويعتبر العواني من المساهمين بشكل فعال في نهضة المسرح الحمصي، شارك في العديد من المهرجانات في حمص وعلى مستوى القطر حتى في خارج سوريا.
وأشار روميه لحصول العواني على العديد من الجوائز، ولامتلاكه تجربة متفردة متميز، وقد اختزل الراحل في ذاكرته تجارب الكثير من المسرحيين، بعد أن عمل مع فرحان بلبل وحسن عكلا والراحل محمد بري العواني وغيرهم.
أما الفنان المسرحي محمد خير الكيلاني صديق الراحل فقال: صداقتي تمتد مع الفنان المسرحي تمام العواني لخمسين عاماً، بدأنا في أول حبونا المسرحي وبدأتُ في المسرح، وللطرافة كان معجباً بتمثيلي قبل أن يصير ممثلاً، كان يقول لي عندما مثلت دور قرقاش بمسرحية “سميح القاسم” والتي أخرجها مخرج حمصي خريج معهد القاهرة للفنون المسرحية، كنا نتمنى لمسك وبنفس الوقت نخاف أن ينكسر هذا النجم أمامنا، بعدها كانت نقطة المشاركة بمسرحية “ليالي الحصاد” لمحمود دياب، والتي أخرجها مخرج متمكن، ترك دمشق وعاد لحمص ليسطر خبرته المسرحية، فكوَّن فريقاً مسرحياً لبُست كل شخصية دورها المسرحي بإتقان وانطلقنا.
كنا نتنافس بشرف في تقمص الشخصيات المسرحية، وفجأة تحول الراحل نحو مسرح المونودراما، وقدم أعمالاً رسخته كممثل مونودرامي جال وصال في هذا الميدان، وكنا نقترب لنعمل عملاً جديداً بعد انقطاع، ويهرب هذا القرب حتى كان آخر عمل قبل أشهر “حكاية أبو نزهة”، شاركنا بها في مهرجان حمص المسرحي الـ25.
واختتم الكيلاني: مهما تكلمت عن الفنان تمام لا أوفيه حقه اختلفنا لكن يظل المسرحي صاحب البصمة المشهود لها في المسرح.
#صحيفة_الثورة