الثورة – فؤاد مسعد:
بالتزامن مع إعادة افتتاح المتحف الوطني بدمشق يوم أمس أعيد افتتاح المعرض الاستعادي الفردي للفنانة التشكيلية سارة شمّة، الذي حمل عنوان “سارة شمّة: أصداء 12 عاماً”، ويتيح المعرض للزوار تتبع تحولات “شمّة” من خلال عوالم عاطفية وفلسفية ونفسية عميقة، ويتضمن تجربة “واقع افتراضي” جديدة توفّر استكشافاً غامراً وحديثاً لعالم الفنانة.
– حدث تاريخي:
حول إعادة افتتاح المعرض الذي أقفل أبوابه منذ شهر مع إقفال المتحف حينها وأعيد مجدداً، تقول الفنانة التشكيلية شمّة في تصريح خاص لصحيفة الثورة: “أشعر بالسرور لإعادة افتتاحه في هذا الوقت الجديد الذي تأخذ فيه سوريا شكلاً آخر، ما يجعلني متفائلة بالقادم، فقد حضر المعرض عصرين، الأمر الذي يُعد حدثاً تاريخياً بالنسبة إلي، وأؤكد على أهمية افتتاح الكثير من المعارض اليوم، لأنه علينا مساعدة الإدارة الجديدة لترى الإمكانيات الموجودة في البلد”.
– خصوصية المعرض:
وفيما يتعلق بخصوصية المعرض، تشير إلى أن له مكانة مميزة لديها، لأنه يمثل السنوات الـ “12” التي كانت فيها خارج سورية- فترة الحرب، تقول: “منذ سفري إلى لبنان عام 2013 قررت أن أُخبئ لوحة أو لوحتين من كل عام لأعود يوماً ما وأقيم معرضي الاستعادي في سوريا، وبعد 12 سنة أنجزت المعرض ضمن المتحف الوطني الذي يعتبر رمزاً لسوريا، وأنا أحبه منذ طفولتي ومراهقتي وأيام كلية الفنون/ حيث رسمت المنحوتات فيه ودرستها، وهو أمر يزرع في قلبي السعادة”.
وعن كيفية تنظيم المعرض أشارت إلى أنه يعتبر معرضاً كبيراً وجاء تنظيمه مختلفاً، وقام بتنسيقه فنان ونحات بريطاني هو عضو الأكاديمية الملكية للفنون، موضحة أنها بدأت العمل منذ عامين على تنظيمه بكل ما فيه من كتابات وتصميم وجدران سوداء.
– تيمات مختلفة:
تبيّن الفنانة شمّة أن لوحاتها تمثل مراحل مختلفة، فهي مجموعات تحكي عن تيمات متنوعة، لأن المعرض يمثل مسيرة اثني عشر عاماً، ففيه عن الحرب والعبودية الحديثة، الشتات، الأطفال، بورتريهات حرب أهلية عالمية، إضافة إلى لوحات قدمتها في معرض بلندن مستوحاة من لوحات ضمن مجموعة تاريخية في المتحف.
وحول تفاعل الجمهور مع لوحاتها تقول: “يهمني أن تحرّك لوحاتي مشاعر المشاهد، أن يُصدم ويُدهش بها، وكأنها تصفعه أو تصعقه، لأنه هكذا ينبغي أن يكون الفن، حيث تحتاج إلى من يهزك لتغيّر تفكيرك، فالإنسان يمكن أن تتبلد عواطفه وأفكاره بسهولة، والمُفترض أن يسعى الفن إلى تحريض ما هو نائم في شخصيته، وهذا ما أحب أن تقوم به الأعمال الفنية التي أقدمها”.
– المستوى العالمي:
مما لا شك فيه أن المعرض يعيد إلى أرض الوطن الإبداعات التي لم يكن بإمكان السوريين رؤيتها إلا من بعيد، عندما كانت الفنانة تعرض أعمالها على المستوى العالمي خلال الفترة الماضية، وتمتد مسيرة سارة شمّة الفنية لثلاثة عقود، عرضت خلالها أعمالها في متاحف ومؤسسات مرموقة في مختلف أنحاء أوروبا والوطن العربي، ومنذ انتقالها إلى المملكة المتحدة أصبح لها حضور هام في المشهد الفني البريطاني، وعلى الرغم من نجاحها الدولي، فإن ارتباطها بسوريا وتفاعلها مع المجتمع الفني فيها لم ينقطع أبداً.
#صحيفة_الثورة