(إن الاقتناعات أعداء الحقيقة، يفوق خطرها خطر الأكاذيب).. والسؤال الذي ينبثق من كلمات “نيتشه”السابقة: كيف تترسخ لدينا قناعات في ظلّ التسارع اللحظي الذي نحياه..؟
موجه الاقتناعات تحتاج زمناً قادراً على إنضاجها.. وسواء وُجد لها الوقت اللازم لتبنيها أم لا، تبقى في عِداد الشكّ.. والتجريب.. والتفحّص الدائم، لطالما هي “أعداء الحقيقة”.
الاقتناعات، وحتى القناعات، تبدو وفق مقولة”نيتشه”، التي هي قناعة بحدّ ذاتها، بحاجة دائمة للتجديد.. للتغيير.. حتى لا تصبح جامدة..
وبالتالي.. يُفترض بطريقة تفكيرنا وكلّ ما هو مكوّن أساسي لوجودنا، يُفترض به اعتياد “الحركة” المنافيةلأي”سكون”..
هل نستطيع امتلاك تلك القفزات التي تمنح حياتنا كل التجديد والجِدة المطلوبة..؟
إذاً ماذا عن (كم) المرونة والمدى الشاسع الذي يُفترض أن تبنى عليه آراؤنا..أفعالنا.. ومجمل حياتنا..؟
لاسيما أن “نيتشه” نفسه نظر إلى الحقيقة على أنها “مجرد وهم”.. فماذا عن الاقتناعات..؟!
وهنا نعيد استذكار رأي”إميل سيوران” عن القناعات تلك التي لا يمتلكها إلا من لم يتعمّق في أي شيء.
وصفة “التعمّق” تعني الاختبار.. والتفحص المستمر لِما نظن أنه حقيقي وصحيح لدينا..أن نمتلك شجاعة قلب قناعاتنا أو اقتناعاتنا رأساً على عقب.. وأن لا نرتديها لغايةإكساء حضورنا بريقاً ظاهرياً فقط.
هدم الاقتناعات وكذلك القناعات، فيه ملمح بدايات..
وأهم ما في البدايات أنها تستنهض قِوى كامنة داخلنا.. تجعلنا نبصر أملاً كان مخبّأً..
سحر البدايات يتمثّل بمنحها إيانا فرصةً للعيش مرةأخرى مع كل لحظه نحياها.. لأن (كلّلحظةٍ هي بداية جديدة) على رأي “ت، س،إليوت”.