الثورة – كلوديا حسن:
أصيبت الأم بورم خبيث أصابها في كبدها.. وبدأت رحلة علاج طويلة على أمل أن تشفى من مرضها، هذه الأم كانت تحن على أولادها بكل حب، لكن قدرها ابتلاها بابن عاق كان يقسو على إخوته، ويقتل كل من يخالفه الرأي، ولا يهتم بها بل يتباهى أمام كل من يلقاه بأنه يحميها، ويعالجها بكل ما أوتي من قوة، فهي الأم والحضن الكبير الذي يحتويه هو وإخوته.
وعلى الرغم من أن العلاج طال، والورم لم يستأصل بعد، أقنع الابن العاق والدته بأنه سيجري لها عملية تريحها من أوجاعها ومن آلام المرض، دخلت الأم العملية وكلها ثقة بابنها، لأنه سيريحها من ألم عاشته لسنوات بصمت صارخ، وخرجت منها ولم تعلم أن الابن قد باع كليتها في عملية استئصال الورم، وقبضت ثمنها سلطة جائرة عربد من خلالها لسنوات طوال.
الورم الخبيث لم يكن تلك الكتلة التي أثقلت كاهل الأم لسنوات طويلة، بل كان فلذة كبدها الذي أمنته على روحها، كما أمنته على أشقائه من بعدها، فأضعف جسدها، وكتم أنفاس أشقائه قتلاً وجوراً وظلماً لسنوات طويلة كي يحوز على حقوق أشقائه ومن حوله بعد إضعاف أمه والتنكيل بأهله استبداداً وسرقة.
الورم الخبيث اليوم تم استئصاله، والأم استعادت عافيتها، واليوم تلملم جراحها لتعود أقوى مما كانت عليه والدور الأكبر للأبناء الذين تحرروا من سطوة الظلم أن يلملموا جراح أمهم بالمحبة والشراكة والسلام والعدالة.
#صحيفة_الثورة