الثورة- إبراهيم العبدالله:
بدأت الحكاية عندما قرر السوريون أن ينتفضوا على أسوأ نظام عرفته البشرية، فكانت رصاصات الغدر من قبل ميليشيا الأسد وشبيحته الأسبق إلى صدورهم، حاولت قتل أحلامهم، وقتلت أبنائهم، وشردتهم في الداخل والخارج، حتى وصلوا إلى أقاصي الدنيا.
ثلاثة عشر عاماً من البعد عن الوطن الأم وقراه وسهوله وذكرياته والشوق يشد قلوبهم المهاجرة كما الطيور المهاجرة ويكوي أفئدتهم بسبب بعدهم عن أهلهم وبلدهم.
وانتصرت ثورة الحرية على النظام المخلوع الذي رماهم بالبراميل المتفجرة والكيماوي وكل أنواع الأسلحة الفتاكة، وبدأ السوريون المهجرون من بيوتهم بالاستعداد للعودة، منهم من وصل، والقسم الأكبر يستعد، لأنهم لم يجدوا أرضاً أصدق حباً من أرضهم، استعدوا للعودة ليكملوا الحلم المنشود الذي حاول المجرمون وأده سنوات مريرةً تحولت إلى عناوين البعد والفقد والحرمان. .
السوريون المهجرون يتحدثون اليوم لأهلهم عن تجربتهم بالغربة، التي هي الانسلاخ والابتعاد عن الانتماء، وهاهم اليوم وفي صباح نصرٍ أرادوه، لم يخذلوه فنالوه في الثامن من ديسمبر 2024 وقد تكللت ثورتهم بالنجاح بسقوط نظام بائدٍ جبان.
وها هو الحلم بفجر الحرية البيضاء يتحقق بوطن يستحقه السوريون الشرفاء، عبر فرحة ملأت أرجاء الكون، يحملون في قلوبهم حباً منقطع النظير لبلدهم رافعين يد النصر على الظلم المهين، شاكرين من قدموا لهم الأمن والأمان .
هاهم يستعدون للعودة محملين بشوق الرجوع والخلاص من ذكرى أليمة ووحشية أجبرتهم على النزوح، ليعيدوا بناء وطنهم الجريح لبنةً لبنة بسواعدهم وفكرهم النير.
#صحيفة_الثورة