الثورة – ترجمة هبه علي:
أخيراً حصل صحفي سوري (محاميد) على الوظيفة التي كان يريدها دائماً، ففي دوره السابق في فريق الإعلام المعارض، كان يفكر كثيراً في وكالة الأنباء السورية الرسمية – وهي بوق لنظام الأسد اعتبره معارضاً له – وماذا سيفعل إذا كان مسؤولاً هناك. الآن هو كذلك.
وباعتباره أحد المعينين في حكومة تصريف الأعمال فإن منصبه مؤقت في الوقت الحالي، لكن خططه لوكالة الأنباء العربية السورية (سانا) تمتد إلى المستقبل البعيد.
قال المحاميد “إن الهدف قصير الأجل هنا هو إعادة تدريب الصحفيين وتعيين طاقم حقيقي محترف. أما الهدف طويل الأجل فهو جعل سانا وكالة أنباء دولية حقيقية. ويمكنها أن تكون وكالة حكومية، بالتأكيد ــ ولكنها ليست بوقاً للنظام”.
كان الرجل البالغ من العمر 32 عاماً، والذي اعتاد على إنتاج مقاطع فيديو وأفلام وثائقية من طائرات بدون طيار في إدلب، مصدوماً عندما وصل إلى دمشق ووجد الوكالة تستخدم أجهزة كمبيوتر ببرامج قديمة. وقال إن مكتب دمشق كان به كاميرتا فيديو قديمتان فقط. إنه يريد تغيير الأمور، وبسرعة.
لقد وصف مازن عيون، وهو صحفي يعمل في سانا منذ أكثر من عقدين، صاحب عمله بأنه “لسان الحكومة”. لقد كان نظام الأسد على دراية تامة بالدعاية: فبالإضافة إلى أبواق الدولة مثل سانا والقنوات التلفزيونية التي وصفت المعارضين بالإرهابيين، كانت الدكتاتورية السابقة تتطلع بشكل متزايد إلى المؤثرين والمدونين المتعاطفين في محاولة لتلميع صورتها.
كانت سنوات حكم الأسد مروعة بالنسبة للصحفيين فقد سجلت منظمة مراسلون بلا حدود مقتل 181 صحفياً على أيدي النظام وحلفائه منذ بدء الانتفاضة المناهضة للحكومة في عام 2011، مع اختفاء العديد في السجون.
يصف المذيع حسام حجازي، الذي كان من مهامه الإعلان عن نهاية عهد الأسد على شاشة التلفزيون الحكومي، تلك اللحظة بأنها اللحظة الأكثر فخراً في حياته المهنية. فقد وصل إلى المكان الذي عمل فيه لعقود من الزمان بعد ساعات فقط من فرار الأسد وألقى البيان المعد سلفاً، مع إجراء بعض التصحيحات على اللغة.
وقال المحاميد: “إن الشعب السوري لم يختبر بعد حرية التعبير، وبالتالي فهو يحتاج إلى الوقت حتى يتمكن من ممارستها”.
ويروي بفخر أول عمل حر احترافي قام به: تغيير شعار الوكالة على قنوات التواصل الاجتماعي إلى العلم المستخدم خلال الانتفاضة السورية ضد النظام.
المصدر – The Guardian
#صحيفة_الثورة