الثورة – فادية مجد:
قام عدد من أطباء محافظة طرطوس بإطلاق مبادرة “أطباء طرطوس الخيرية” عبر تقديم استشارات مجانية أو بنصف قيمة المعاينة الطبية للمرضى المحتاجين، ولاسيما في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
عدم الاستسلام للسلبية
اختصاصي الجراحة العامة والتنظيرية والمشرف على المبادرة الدكتور علي حسن أفاد لـ”الثورة”:
انطلقت المبادرة بفكرة بسيطة مستندة إلى قناعة أن الناس بحاجة إلى كل لفتة إيجابية مهما كانت بسيطة، حتى لو كانت مجرد ابتسامة أو كلمة طيبة، وكان الهدف من ذلك هو عدم الاستسلام للسلبية، والعمل على تحقيق تغيير حقيقي، تطبيقاً للمقولة الشهيرة: (أن نضيء شمعة خير من أن نلعن الظلام)، وبصفتي طبيباً، رأيت أن ما أستطيع تقديمه في هذه الظروف هو خبرتي الطبية، فبدأت بنفسي من خلال عرض خدماتي الطبية بشكل مجاني عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وسرعان ما لاقت الفكرة تفاعلاً واسعاً، وشارك عدد كبير من الأطباء في المحافظة، ولتوسيع هذه الفكرة ونشرها بشكل أفضل، أنشأنا صفحة بعنوان ‘مبادرة أطباء طرطوس الخيرية’، فتحنا من خلالها باب التطوع للأطباء الذين يشاركوننا الإيمان بالعمل الإنساني والخيري.
تجاوب سريع
وأضاف الدكتور حسن : ما أدهشني هو أنه خلال ساعات قليلة بدأ الكثير من الأطباء بالتواصل معنا بشكل مباشر، معبرين عن استعدادهم لتقديم خدماتهم الطبية مجاناً أو بأسعار رمزية. ومن هنا انطلقت المبادرة فعلياً، وتحولت من فكرة فردية إلى عمل جماعي يحمل روح التعاون والمسؤولية الاجتماعية.
90 طبيباً
وعن بداية عملهم في المبادرة، أشار الدكتور حسن إلى أنهم بدؤوا منذ ثلاثة أيام فقط، وحتى اللحظة، شارك في المبادرة حوالى 90 متخصصاً، من أطباء اختصاصيين وأطباء أسنان، بالإضافة إلى مخابر وممرضين ومعالجين فيزيائيين وصيادلة، جميعهم من جميع مناطق المحافظة، منوهين بأن ما يميز هذه المشاركة هو أن جميع هؤلاء الأطباء تواصلوا معنا بشكل تطوعي، معبرين عن رغبتهم الصادقة في تقديم الدعم الطبي للفئات الأكثر حاجة، موضحاً أن الخدمات التي يقدمها المشاركون تتوزع على مناطق عدة داخل المحافظة، مثل مدينة طرطوس، صافيتا، بانياس، الصفصافة، وسهل عكار.
وأضاف: هذا التنوع الجغرافي يعزز من قدرة المبادرة على توفير خدمات طبية شاملة والوصول إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين في مختلف أنحاء المحافظة.
وتأتي أهمية المبادرة كونها جاءت في ظل الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها الكثير من المواطنين، وصعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية بسبب ذلك، ولهذا كانت أهمية مبادرتنا وهدفها الأساسي هو تسهيل الوصول إلى الخدمات الطبية والاستشارات المجانية أو المخفضة والتي تصل إلى خمسين بالمئة لدى الأطباء المشاركين في حملتنا، والتي يتم التوجه بها للفئات التي لا تستطيع تحمل تكاليف العلاج، وهذا ما يعكس روح التعاون والمسؤولية الاجتماعية لدى المجتمع الطبي.
تنسيق الجهود
وختم الدكتور حسن كلامه بالقول: نحن نركز على تنسيق الجهود بين الأطباء والمستفيدين حسب التخصصات والمناطق لتلبية الاحتياجات الطبية بأفضل طريقة ممكنة، لافتاً إلى أن المبادرة ليست مجرد مشروع خيري، بل هي دعوة لنشر الخير والتكافل بين أفراد المجتمع، نأمل أن يستمر هذا المشروع في النمو ويصبح نموذجاً يحتذى به في جميع المحافظات السورية، ولا يسعنا إلا توجيه الشكر لكل طبيب اختار أن يكون جزءاً من هذه المبادرة، وندعو المزيد من الأطباء للانضمام في حال كانت لديهم الإمكانية والرغبة في تقديم خدماتهم الإنسانية.
توسع المبادرة
من جهته اختصاصي أمراض الكلى والضغط الشرياني من الأطباء المتطوعين في المبادرة الدكتور حسن حسن لفت إلى أن الدافع للاشتراك في هذه المبادرة هو دافع إنساني محض، وأمل أن تتوسع المبادرة لتشمل الإجراءات الشعاعية التشخيصية، وربما تخفيض أسعار الأدوية فيما لو انضم إلينا بعض المقتدرين مادياً ممن يحبون فعل الخير.
#صحيفة_الثورة