الثورة – غصون سليمان:
أن يجبر الإدارة الجدبدة خاطر الوطن وخواطر الناس وبلسمة جراحها ليس أمراً سهلاً، ولاسيما أن الكسر المعنوي هو بمثابة الشريان الذي يضخ أوكسجين الحياة في الجسد السوري، فإذا ما تحطم لم يعد للحياة معنى.
مناسبة ما تقدم هو إعلان الإدارة العسكرية بالإفراج عن جنود وضباط وصف ضباط في سجن عدرا خلال اليومين الماضيين بأعداد لا بأس بها، وكذلك الأخبار المتداولة حول الإفراج عن المساجين في سجن حماة، وهذا بالتأكيد ليس مجرد خبر عادي وإنما استثنائي في قياس درجات الرأفة والرحمة والتسامح، وتحقيق العدالة الإنسانية، كونه يلامس مئات الآلاف من القلوب المفجوعة بأبنائها، حيث الأمهات والزوجات والعوائل المنتظرة على موائد الصبر، تلتمس بعد الله العفو والغفران، وأن ينظر بوضع أبنائهم الذين غدر بهم من لم يكن مؤتمناً على خصوصية البلد ومقدراته من نظام فاسد، لم يكترث وحاشيته لأحوالهم حتى الدقائق الأخيرة.
لاشك أن اتخاذ القرار بالإفراج وإطلاق سراح هؤلاء وغيرهم من كل السجون وبشكل تدريجي هو أمر إيجابي يساهم في عملية الاستقرار النفسي والاجتماعي ويساعد الإدارة الجديدة على تحقيق أهدافها في بناء دولة المواطنة التي تتمسك بكل أبنائها، على أن يكون القانون العام للبلاد سيد الأحكام.
لعل معظم السوريين تابعوا الأخبار، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي لحظة بلحظة قرار الإفراج وتوجه الحافلات إلى المدن والمحافظات، حمص، حماة، طرطوس، اللاذقية وغيرها، حيث كانت كل دفعة تخرج أولاً تطمئن أهالي المسجونين أن أبناءهم على قيد الحياة، ليكون ذلك بمثابة خطوة تهدئة بامتياز للنفوس واستعدادهم لاستقبالهم من دون قلق.
نحن اليوم كسوريين أحوج من أي وقت مضى إلى إجراء مصالحة شاملة لكل مكونات المجتمع السوري ولا يستثنى أي أحد، ولتكن الرؤية الحقيقة نحو الأمام، وعدم الالتفات إلى الماضي إلا لأخذ العبر والاعتبار من كل مظلمة ومفسدة أدت إلى دمار البلد.
#صحيفة-الثورة