المسرح السوري رسائل بناءة.. جان لـ”الثورة”: سنستمر في المسار المبدع

الثورة – عمار النعمة :

دأب المسرح السوري عبر السنوات الماضية على تقديم مسرحيات كثيرة ومتنوعة نجح منها البعض وأخفق البعض الآخر، لكنها في المجمل كانت تجسد الواقع، وتحاكي صعوباتنا، زرعت الابتسامة والأمل في قلوب الجماهير، وللإنصاف ورغم قول الكثيرين عن أفول المسرح وتراجعه وتراجع نصوصه في بعض الأحيان، إلا أن ثمة من يحاول ويجتهد ويسعى للمحافظة على هذه الخشبة التي نتمنى أن ترتقي إلى ما نطمح إليه دائماً.
صحيفة الثورة التقت الكاتب المسرحي جوان جان، صاحب التجربة المسرحية الطويلة، لنقلب معه بعض الصفحات حول المسرح وتاريخه ومهرجان دمشق المسرحي ومشروع دعم مسرح الشباب وغير ذلك من القضايا فقال:
تمكّن المسرح السوري من تكريس جذور عميقة له عبر تاريخه الطويل الممتد زمنياً حتى مطالع سبعينيات القرن التاسع عشر عندما تمكّن رائدُ المسرح السوري والعربي الشيخ أحمد أبو خليل القباني من تأسيس (إمبراطورية) مسرحية تجذَّرت في دمشق قبل أن تمتد فروعها إلى مصر، وإذا استطاعت تجربة القباني ترسيخ أقدامها كأبرز تجربة مسرحية عربية في ذلك الوقت فقد تمكّن المسرح السوري والمسرحيون السوريون عبر سنوات طويلة ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا من تعزيز وجودهم ووجود مسرحهم، مستفيدين من تجربة الشيخ القباني الذي جمع ببراعة بين الالتزام الديني والإبداع، فكان رمزاً من رموز حركة التنوير العربية في مرحلته.
تعزيز الثقافة المسرحية
امتازت الحركة المسرحية السورية في النصف الثاني من القرن العشرين بالحيوية والمرونة من خلال قدرتها على الانفتاح على الأدب المسرحي العالمي في فترة كان المسرح فيها مطالباً بالمحافظة على النسيج الاجتماعي في بلد تقاذفته مختلف التجاذبات السياسية، وتعزيز الثقافة المسرحية بمعناها الواسع المشتمل على مختلف الأنواع والمدارس المسرحية، فبرزت عروض المسارح الجادة والملتزمة المتمثلة بعروض وزارة الثقافة- مديرية المسارح والموسيقا وفرق المسارح الجامعية وما شابهها، كما برزت عروض القطاع الخاص أو ما اصطُلِح على تسميته بالمسرح التجاري الذي استطاع اكتساب شعبية واسعة من خلال طبيعة الأعمال التي كان يقدمها، لكنه فشل في اكتساب شرعية نقدية –إن جاز التعبير- بسبب ابتعاده عن القواعد التي نادى بها النقاد المسرحيون آنذاك.
من أبرز سمات تلك المرحلة انطلاق مهرجان دمشق المسرحي في العام 1969 وهو المهرجان الذي عرَّف جمهور المسرح السوري على المسرح العربي وهو المسرح الذي كان مجهولاً تماماً عند المُشاهِد السوري من خلال استقطاب المهرجان لأهم الأعمال المسرحية العربية، وعبره اطلع الجمهور على أبرز التجارب المسرحية العربية وعلى نجوم المسرح العربي في ذلك الوقت.
طاقات خلاقة
شكَّل تأسيس المعهد العالي للفنون المسرحية في عقد السبعينيات خطوة هامة في تعزيز العلاقة بين المسرح والجمهور من خلال رفد المعهد للحركة المسرحية السورية بالعديد من الفنانين المسرحيين الذين تألقوا في مجالات التمثيل والإخراج، وخريجو المعهد بدفعاته المتتالية مازالوا حتى هذه اللحظة يرفدون المسرح السوري بالطاقات الخلاقة التي تزيد هذا المسرح تألقاً وثباتاً.
لا يخفى على أحد الدور الهامّ الذي لعبته مجلة “الحياة المسرحية” في الحركة المسرحية السورية منذ تأسيسها في العام 1977 وقد لعبت دوراً كبيراً في توثيق الحركة المسرحية السورية والتعريف بأهمّ رموز المسرح السوري ورصد كافة العروض والفعاليات المسرحية السورية من مهرجانات وندوات، كما كان لها دور في التعريف بالكتّاب المسرحيين السوريين من خلال نشرها الدائم لنصوصهم، ولا يخلو عدد من أعداد المجلة من نص مسرحي محلي، بالإضافة إلى نشرها للدراسات والأبحاث التي من شأنها أن تعزز الثقافة المسرحية لمن يبتغيها.
تميّز مشروع دعم مسرح الشباب الذي أطلقته مديرية المسارح والموسيقا في وزارة الثقافة في العام 2017 باستقطاب المسرحيين السوريين الشباب من خلال إعطائهم الفرصة لتقديم مشاريعهم المسرحية في دمشق والمحافظات، وقد نافس عددٌ كبيرٌ من عروض هذا المشروع عروضَ المحترفين والمخضرمين، وهو مشروع قابلٌ للتطوير كمّاً ونوعاً في قادمات الأيام.
واختتم المسرحي جوان جان بالقول: اليوم، المسرحيون السوريون، شباباً ومخضرمين في حالة من الترقب لما سيكون عليه حال المسرح السوري مستقبَلاً، وهم على أهبة الاستعداد للاستمرار في المسار المبدع لهذا المسرح الذي قام بدوره كاملاً في المراحل السابقة من عمره، وهو مؤهَّل اليوم للاستمرار في القيام بمهامه الثقافية والحضارية والإنسانية.
#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
الدكتور الشرع من القنيطرة: تعزيز الكفاءة وتحسين الخدمات الصحية قطر التي لم تحد ولم تتراجع.. دعمت السوريين وعرّت جرائم الأسد تحرير الأموال المجمَّدة.. كريم لـ"الثورة": على مغتربينا الأثرياء الاستثمار داخل بلدهم ArabNews: إعادة بناء البنية التحتية أمر ضروري لتعافي سوريا  الدفاع التركية: القضاء على 14 إرهابياً شمالي سوريا وزير الداخلية التركي: عودة أكثر من 81 ألف سوري منذ سقوط الأسد قطر ترحِّب بخطوات إعادة هيكلة الدولة السورية الأمم المتحدة: ندين أي إجراءات تتعارض مع بنود اتفاقية فض الاشتباك محلل اقتصادي لـ"الثورة": رسم السياسات الاقتصادية بحاجة لرقم إحصائي أقرب للواقع الاتفاقيات الدولية الثنائية مهمة.. الرسوم الجمركية أحد التوجهات الهامة لحماية الصناعة الوطنية خبير مصرفي لـ"الثورة": الرسوم الجمركية قيد الاختبار والسوق من يحدد "روبرت بيتي": أدلة كثيرة على جرائم نظام الأسد يمكن استخدامها لتحقيق العدالة تنسيق العمل الإنساني والصحي مع "أطباء بلا حدود" جلسة في البرلمان البريطاني لمناقشة الوضع في سوريا بعد سقوط النظام البائد وفود ودبلوماسيون ومؤتمرات أوروبية.. زخم عربي ودولي للتضامن مع سوريا ودعم التعافي سوريا تجدد التزامها باتفاقية فض الاشتباك.. بعد لقاء "الشيباني وأبو قصرة" وفداً أممياً.. هل تلتزم "إس... تقديم الاستضافة ضمن الجامعة وفروعها يلامس الهموم ويتطلب التوضيح منح مهلة إضافية ٣ أشهر لطلاب الدراسات العليا جامعة دمشق .. من درجة علمية إلى أعلى في سلم التصنيفات العالمية محاصيل الحديقة الطبية لكلية الزراعة تدخل طور الإنتاج