الثورة – رنا بدري سلوم:
حملت أبجديّتهما جوازات سفر من الرياض والكويت لكنها بقيت أصيلة للفرات والرّقة مسقط رأسيهما، فأجاد الشاعران، سوريّا الهويّة والهوى، محمود خلف الحسين، ومحمد رضا حجازي، في إلقاء شعر أشبه بوطن يعيش الحنين ويحتفي بالنصر، في أصبوحة شعريّة أقامها اتحاد الكتاب العرب اليوم في مبنى الاتحاد بدمشق، وهي الفعاليّة الأدبية الأولى، بعد أن كسرت سوريا أغلال الكلام، فدعت شعراءها في بلاد الاغتراب للمشاركة في انتصارات القوافي التي تعتّقت خلال أعوام الغربة المبكيّة آنذاك والمنتظرة نصراً جديداً تعيشه اليوم سوريا الجديدة.
كل تلك الأفكار وغيرها عرضها الشاعران نصوصاً شعرية مطبوعة منذ بداية الثورة السورية، وهما اليوم يلقيانها بشوقٍ على منابر الاتحاد وفي حضن الوطن، بحضور تفاعليّ من عشّاق الشّعر والحريّة من أعضاء الاتحاد والأدباء والشعراء والإعلاميين، وخاصة بعد أن أشعل الدكتور الشاعر جهاد بكفلوني أجواء الأصبوحة بالشعر الأصيل، خلال تقديمه لها بأسلوب شعري وشاعري تنضح بقوافي جهابذة الشعر العربي القديم والحديث، مضيفاً لقوافي النصر طعماً مليئاً بالحبّ والحريّة.
من جهته بيّن رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد حوراني، في تصريحه لصحيفة الثورة، أن هذه الفعاليّة الأولى للاتحاد بعد تحرير سوريا واختيار شعراء غادروا سوريا منذ زمن بعيد، ومن هنا كان لابد أن يكون للاتحاد محاولة الاطلاع على ما يكتبه أبناؤها في المغترب في ظل الظروف القاسية التي عاشوها، لذا كانت هذه الأصبوحة الشعرية من دون عنوان، لتكون مفتوحة للشاعرين ليقول كل منهما ما يريد، وخاصة أننا نعيش اليوم انفتاحاً فكريّاً حراً.
وعن أهمية الشعر السياسي الذي كان مغيباً منذ مدة طويلة، أكد الحوراني أن الشعر السياسي يجب أن يكون حاضراً وبقوة وبمختلف الاتجاهات جامعاً كل الشّعراء وخاصة الذين يتماهون مع أوجاع شعبهم ووطنهم فيمتلكون فكراً وثقافة ومعرفة يستطيعون من خلالها تغيير المشهد السياسي والثقافي، والأمر لا يقتصر على الشعر وحسب بل ينطبق هذا المشهد على كل الأجناس الأدبية التي سنستضيف أدباءها في قادمات الأيام.
وأوضح أن الاتحاد من خلال هذه الفعاليّة، يدعو كل الشعراء والأدباء لأخذ دورهم في المشاركة في خلق الحريّة الفكريّة المسؤولة التي كانت مغيّبة لسنواتٍ من الزمن، ليكون المشهد الثقافي الأدبي في مرحلة بناء وتغيير وتحديث تواكب المرحلة التي تعيشها سوريا الجديدة اليوم على مختلف الصعد وهي مسؤوليتنا جميعاً.
#صحيفة_الثورة