الثورة – جهاد اصطيف:
أثار فرض الحكومة السورية الجديدة رسوماً جمركية جديدة مؤخراً، مخاوف المواطنين المنهكين من الفقر، من عودة مسلسل ارتفاع الأسعار، الذي كان سائداً في زمن حكم النظام البائد، بعد انفراجات تدريجية في الأوضاع المعيشية.
رسوم جديدة.. غلاء أكثر
في منطقة الجميلية وسط مدينة حلب، حيث تنتشر عشرات المحال بمختلف أنواعها، ذكر صاحب محل مواد غذائية لـ”الثورة” أن تأثير فرض رسوم جمركية جديدة على أسعار البضائع لا يزال محدوداً حتى الآن، لكن يمكن أن ترتفع الأسعار أكثر وبنسبة أكبر عندما يتم استيراد بضائع جديدة.
وبمجرد الدخول إلى السوق، وفي ذروة النهار تجد سيلاً من البشر، لكن الإقبال على الشراء بدا ضعيفاً، إذ يلاحظ أن الأغلبية يشترون ما هو ضروري وبكميات قليلة، ولم يخف أحمد حمود، وهو موظف، تخوفه من ارتفاع الأسعار، لأن الناس لم تعد تحتمل بحسب تعبيره، فالناس معظمها من الطبقة الفقيرة، ويقول: حالة الناس انفرجت بسقوط النظام البائد، وانخفضت الأسعار بشكل ملحوظ، وما نأمله من الحكومة الجديدة المزيد من التروي في مسألة فرض الرسوم والضرائب، فالناس متعبون جداً من الفقر وكثرة المصاريف، فهم بالكاد التقطوا أنفاسهم ولا يريدون قرارات تزيد من صعوبة الحياة عليهم.
فيما رأى محمد الجابر- متقاعد، ضرورة أن تأخذ الحكومة الجديدة بعين الاعتبار الوضع المعيشي المتردي جداً للعائلات، ويردف: الأسعار انخفضت، واستبشرنا خيراً بتصريحات الحكومة بأنها سترفع الرواتب ٤٠٠ في المئة، ولكن حتى الآن لم نر الزيادة، وكثير من الموظفين لم تصرف رواتبهم حتى الآن، لدي مبلغ بسيط أتدبر أموري العائلية به، ونناشد الحكومة بالتراجع عن أي قرار يمكن أن يفقر الناس أكثر، والإسراع بزيادة الرواتب، لأن الناس قدرتهم انعدمت على التحمل.
معاناة زائدة
في السوق نفسها تنتشر بكثافة بسطات بيع المواد الغذائية ذات المصدر التركي، التي تعرض زيت دوار الشمس وعلب السردين والتونة وقوالب الزبدة، كما باتت تنتشر في أسواق وشوارع حلب بكثافة بسطات بيع علب البسكويت وغيرها، ويعلو صوت أصحابها بالإعلان عن سعرها خمس قطع بـ١٠ آلاف لجذب المتسوقين، بعد أن كان سعر القطعة الواحدة أكثر من خمسة آلاف.
وعلى الرغم من انحسار أزمة المواصلات مع توفر المحروقات، فإن ارتفاع أجرة الراكب زاد من معاناة الأهالي المعيشية.
أجور المواصلات بلا بوصلة
ويؤكد عمر محمد- طالب الجامعي، أن ارتفاع أجور المواصلات ثلاثة أضعاف زاد من هموم المواطنين، ويقول: مشوار الجامعة كان يكلف ألفي ليرة، واليوم مع رفع الأجرة إلى ثلاثة آلاف أصبح يكلف ستة آلاف، هذا إن لم يحتج الطالب أن يركب أكثر من وسيلة نقل للذهاب والعودة، حقاً إن هذا الأمر بات يرهق الأهالي مادياً.
وشهد سعر صرف الليرة السورية تحسناً ملحوظاً منذ سقوط نظام الأسد، إذ سجل ١٣٠٠٠ ألف ليرة مقابل الدولار، حسب النشرة الرسمية، في حين وصلت الليرة في السوق الموازية إلى نحو ١٠٠٠٠ آلاف لكل دولار وفق عدد من التطبيقات.