الثورة – هيثم قصيبة:
جاء خطاب الرئيس أحمد الشرع مكثفاً وشاملاً ومفعماً بالأفكار والرؤى النيرة، والخطط الطموحة لبناء سوريا الجديدة التي تحررت بفضل الثوار المجاهدين من أعتى نظام استبدادي مجرم أوغل بدم السوريين وعاث خراباً ودماراً وفساداً وقهراً وقمعاً لجميع مكونات وأطياف المجتمع السوري واستحوذ هو وعصابته “المافيوية “عبر شبكات نهب منظم على ثروات الوطن وموارده.
نتناول في هذا العرض للخطاب الرؤية الاقتصادية التنموية، كما حدد مسارها الصحيح وخطوطها العريضة الرئيس الشرع، مشيراً إلى أولوية بناء مؤسسات دولة قوية قائمة على الكفاءة والعدل وخالية من الفساد والمحسوبية والرشاوى.
وعندما يؤكد على الكفاءة، يعني بذلك اختيار المسؤولين والقيادات على معايير الخبرة والكفاءة والتخصص، وليس على المحسوبية والمراضاة والقرابة والمحاباة والواسطة والتنفيعات، والمؤسسات القوية ترتكز على مسؤول جدير قادر على الإبداع وينظر للمنصب كتكليف وليس كتشريف، والمنصب هو مسؤولية وطنية وخدمة عمومية وليس امتيازاً ومغنماً شخصياً، والمؤسسات القوية تتحرر من عقلية المزرعة والصنمية الإدارية والجلوس على الكرسي كحالة تصنيم إداري كما كانت أيام النظام البائد.
وشدد على أهمية إرساء دعائم اقتصاد قوي يعيد لسوريا مكانتها الإقليمية والدولية ويتجلى ذلك من خلال الانفتاح الاقتصادي وفتح الاقتصاد على الأسواق الدولية وإقامة علاقات تبادلات تجارية مع جميع الدول من منطلق تمتين الاقتصاد السوري وإرساء دعائم قوته.
كما أشار الخطاب إلى توفير فرص عمل حقيقية كريمة لتحسين الظروف المعيشية، وبصراحة هذا الأمر سيتجلى في المرحلة القادمة من خلال تحسين الأجور والرواتب والاعتماد على قوى عمالية ذات مهارة وجدارة ونوعية وخبرة متراكمة في العمل مما يؤهلها لإدارة المؤسسات وتشغيل المعامل والمنشآت الاقتصادية بأسلوب علمي وفني وإداري خبير ويستوجب ذلك إعادة تأهيل القوى العاملة، وتحفيز النشاط الإنتاجي والاستثماري وإطلاق المشاريع التنموية في قطاعات الصناعة والاستثمار، ورفع القيود المعرقلة كتخفيض الرسوم الجمركية لنقل الاقتصاد السوري إلى اقتصاد تنافسي حر مفتوح.
ولفت الرئيس في خطابه إلى استعادة الخدمات الأساسية المفقودة، وهذا يعني إعادة البناء من خلال ضخ استثمارات ضخمة وإشراك جهات إقليمية ودولية ومنظمات مانحة لإصلاح قطاع الخدمات والبنية التحتية شبه المدمرة من شبكات نقل ومواصلات لدعم التجارة والاستثمار، وأيضاً إصلاح قطاع الطاقة كمنظومة الكهرباء وشبكات المياه والاتصالات وإصلاح قطاع الصناعة من خلال إحصاء الشركات الخاسرة والسعي إلى خصخصتها واستثمارها بما يعزز قوة الاقتصاد.
بقي أن نشير إلى أن أولوية تحقيق السلم الأهلي ونشر الأمان والطمأنينة يساهم في جذب الاستثمارات، لذلك علينا كسوريين أن نتحلى بروح التسامح والمحبة والوئام، ونتكاتف لكي ننهض بوطننا سوريا الحرة سوريا ملاذ الأمان والاستقرار.. سوريا الرخاء والتقدم والازدهار.