ArabNews: ناجون من مجزرة حماة يروون فظائع قوات الأسد

الثورة – ترجمة ختام أحمد:
كان حيان حديد يبلغ من العمر 18 عاماً عندما اعتقله جنود وهو يرتدي بيجامته واقتادوه للإعدام في حماة بسوريا عام 1982، خلال أحد أحلك فصول حكم عائلة الأسد.
وقال حديد، وهو الآن أب لخمسة أطفال: “لم أتحدث عن ذلك أبداً، لقد كان سراً، فقط عائلتي كانت تعرف” وفي ضوء الإطاحة ببشار الأسد في 8 كانون الأول، قال: “يمكننا التحدث أخيراً”، في2 شباط 1982، وسط تعتيم إعلامي، شن والد الأسد وزعيمه آنذاك حافظ حملة قمع في حماة بوسط سوريا ضد ثورة مسلحة لأهالي حماة، وكُلف شقيقه رفعت بسحق الانتفاضة في مركزها.
قال الناجون الذين شهدوا عمليات الإعدام خارج نطاق القضاء لوكالة فرانس برس: إن الحملة لم تستثن أحداً، حيث قتلت القوات الحكومية رجالًا ونساءً وأطفالًا، ولم يتم تحديد حصيلة القتلى في 27 يوما من العنف رسميا، رغم أن التقديرات تتراوح بين 10 آلاف إلى 40 ألف قتيل، وبعضها أعلى من ذلك.
وقال حديد الذي تجاوز الستين من عمره الآن: “لم تكن لي أي علاقات بجماعة الإخوان المسلمين، كنت في المدرسة”.وأضاف: “كان والدي دائما خائفا علي وعلى أخي”، وكان مروان ابن عم حديد شخصية مؤثرة في طليعة القتال، وبعد أيام من المعارك، ظهر جنود في حي حديد واعتقلوا نحو 200 رجل، واقتادوهم إلى مدرسة وعندما حل الليل، تم استدعاء نحو 40 منهم بالاسم وأجبروا على ركوب شاحنات، وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم، وعندما توقفت المركبات، أدرك أنهم كانوا في مقبرة.
وقال الشخص الذي كان بجواره: “هذا يعني أنهم سيطلقون النار علينا”، وقال حديد: إنه شعر برصاصة تخترق رأسه بعد أن أعمته أضواء الشاحنة وهو يقف بين صفوف الرجال الذين ينتظرون الإعدام.”سقطت على الأرض ولم أتحرك… لا أعرف كيف، كانت طريقة غريزية لمحاولة الهروب من الموت”، قال: أطلق جندي النار مرة أخرى، وسمع حديد رجلاً جريحاً يقول: “من فضلك، اقتلني”، قبل المزيد من إطلاق النار.

نجا حديد بأعجوبة، وقال عامل الصلب السابق، الذي يدير الآن متجر الألبان الخاص بالعائلة: “سمعت إطلاق نار، ونباح كلاب.. كان الجو ممطراً”، وعندما غادر الجنود، نهض وانطلق، وعبر نهر العاصي قبل أن يصل إلى منزل عمه، قال: “كان وجهي أبيض، مثل شخص عاد من الموت”.
بعد ثلاثة وأربعين عاماً، فتحت الإطاحة ببشار الأسد الطريق لجمع الشهادات وتمشيط أرشيفات أجهزة الأمن السورية في عام 1982، عملت كاميليا بطرس في خدمة مستشفى حماة، حيث كانت تدير القبول، وقالت بطرس: “وصلت الجثث بالشاحنات وألقيت أمام المشرحة.. موتى، موتى، ومزيد من الموتى. لقد كنا تحت ضغط شديد”، مضيفة أن الجثث التي تحمل بطاقات هوية سُجلت بالاسم، بينما سُجلت جثث أخرى باعتبارها “مجهولة” ومصنفة حسب الحي، واحتفظت ببعض الجثث في المشرحة، بينما نُقلت جثث أخرى إلى مقابر جماعية.
وقالت: “كانت القيادة تتصل ساعة بساعة تطلب أرقاماً دقيقة عن عدد الجنود وجماعة الإخوان المسلمين” والمدنيين الذين قتلوا، وقالت بطرس إن الحصيلة كانت “سبعة آلاف جندي، ونحو خمسة آلاف من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين”، ونحو 32 ألف مدني وان “جميع السلطات المعنية” تلقت الإحصائيات، مضيفة أن سجلاتها سُحبت في وقت لاحق، وقالت إنها شاهدت من نافذة مكتبها أشخاصاً يُقتلون بالرصاص في الشارع.
تقول بطرس: إن أحد أقاربها، وهو مسيحي، أُخِذ من منزله وقتل، وأضافت: “لم يسلم أحد من الموت في حماة… النساء والرجال والأطفال والشباب والشيوخ، صفوا على الحائط وأطلقوا النار عليهم”.
وقال بسام السراج (79 عاماً): إن شقيقه هيثم الذي لم يكن متورطاً في أي شيء، “أُطلِق عليه النار أمام زوجته وطفليه” خارج الاستاد الرياضي في المدينة، ويتذكر الموظف الحكومي المتقاعد كيف انتقلت سرايا الدفاع النخبوية التي يرأسها رفعت الأسد إلى حيهم، وبعد ستة أشهر، اعتقلت السلطات شقيقه الآخر، ميسر، الذي أشيع أنه عضو في جماعة الإخوان المسلمين، وقال السراج: “بعد ساعتين أو ثلاث، استدعوني لاستلام جثته”، لكن السلطات منعتهم من إقامة جنازة.

وعلى مدى أكثر من نصف قرن من الحكم، زرع آل الأسد الرعب بين السوريين، وسجنوا وعذبوا أي شخص حتى لو كان مشتبهاً في معارضته، كان محمد قطان في السادسة عشرة من عمره عندما حمل السلاح مع الطليعة المقاتلة، وقد ألقي القبض عليه في شباط 1982 وسجن لمدة 12 عاماً، وقال: “كان خط النظام غير متوافق مع قيم البلاد”، وأضاف:”كانت الشوارع مليئة بجثث المدنيين، حتى النساء والأطفال”، وقال قطان: إن عشرة من أقاربه، معظمهم من المدنيين، قُتلوا، بما في ذلك شقيقاه، أحدهما عضو في جماعة الإخوان المسلمين، وبعد إطلاق سراحه من السجن في عام 1993، أصبح صيدلانياً وعاد إلى دراسة التاريخ، وعندما أشعلت حملة بشار الأسد القمعية على الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في عام 2011 شرارة الحرب، انضم قطان إلى جماعة مسلحة، وسعى في النهاية إلى المنفى في تركيا، وعاد إلى وطنه بعد الإطاحة بالأسد الشهر الماضي، وقال: إن ما حدث في حماة” كان جريمة تم التخطيط لها لإخضاع السكان وقد نجحت، فقد ضرب النظام حماة بشدة، وتعلمت جميع المدن الأخرى الدرس.
المصدر _ ArabNews

#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
شهادة من قلب المأساة.. ابن حماة الإعلامي في "صحيفتنا" حازم شعار لـ"الثورة": سرايا رفعت الأسد أعدمت 5... محامون لـ"الثورة": مجلس تشريعي مؤقت وسلطة مستقلة للقضاء الرؤية الاقتصادية في خطاب الرئيس الشرع بارقة أمل.. طلاب من جامعة اللاذقية لـ"الثورة": كلمة الرئيس برنامج عمل بفضل الله وتضحيات المعذبين تحررنا من السويداء.. مواطنون لـ "الثورة": كخادم لا كحاكم كلمة تختصر الكثير عناوين المرحلة بعيونهم.. طلاب وأساتذة جامعيون لـ "الثورة": الخطاب يمهِّد لبناء سوريا الغد كذبة الممر الإنساني.. "الثورة" ترصد أحداث مجزرة "شارع علي الوحش" في مخيم اليرموك.. و١٢٠٠ سوري وفلسطي... بعفوية وبساطة.. طمأن السوريين تجهيز أسواق للبسطات والإشغالات لتنظيمها في جبلة وثائق "القضاء العسكري" المحروقة والسرية شاهد حي على إجرام نظام الأسد آثار الدمار الهائلة في درعا شاهدة على حجم الإجرام لنظام قتل الإنسان وحقد على الشجر والحجر حي القابون شاهد على وحشية النظام البائد "BBC news": رئيس سوريا الجديد يتعهد لشعبه بالحفاظ على السلم الأهلي مهندسون ومحامون من طرطوس لـ"الثورة": الخطاب أسس للعبور الآمن صحيفة "الثورة" ترصد توثيق قادة العمليات لمرحلة تحرير سوريا.. من التشتت إلى توحيد الفصائل بوضوح.. المشاركة عنوان المرحلة الانتقالية البيض بوفرة وتصدير للفائض وانخفاض السعر بنسبة 50% حملة للقبض على تجار المخدرات والسلاح في قيطة وجدية شمال درعا خطة لزراعة 600 ألف غرسة حراجية في تل الحارة