وحدة الأرض والسيادة.. خط أحمر

الثورة – ناصر منذر:
ثمة العديد من النقاط الجوهرية التي تضمنها الخطاب الأول للسيد الرئيس أحمد الشرع، والذي حدد من خلاله الملامح العريضة لماهية سوريا الجديدة، ويأتي في مقدمتها التركيز على مسألة إتمام وحدة الأراضي السورية، وفرض سيادتها تحت سلطة واحدة وعلى أرض واحدة.
وهذا الهدف يعتبر من الأولويات القصوى في المرحلة الراهنة، لاسيما وأن وحدة الأراضي السورية، خط أحمر لا يُمكن المساس به، ولا يوجد دولة في هذا العالم تقبل التفريط بوحدة أراضيها، كما أن مفهوم السيادة يعتبر أحد الأسس الرئيسية التي تبنى عليها الدولة، بمفهومها الوطني والقانوني، فالدولة يجب أن تكون صاحبة السلطة والكلمة داخل كيانها، ما يعكس قدرتها على بسط  هذه السلطة وتعزيزها بما يخدم المصلحة الوطنية للدولة والشعب.
هذا الهدف يعبر عن الرؤية الاستراتيجية للقيادة الجديدة، مع الأخذ بعين الاعتبار التحديات الماثلة أمام تحقيق هذا الهدف، فوحدة الأراضي السورية تستوجب العمل على إعادة بسط الدولة سيطرتها الكاملة على كامل الأرض السورية، والحؤول دون تكريس واقع بعض الدعوات الانفصالية، وهنا يبرز تحدي مواجهة قوات سوريا الديمقراطية” قسد”، إذ ما زالت تحتفظ بسيطرتها على المناطق التي تحتلها في الرقة والحسكة وشرق الفرات، وحقول النفط والغاز، وهذا يتطلب وضع الخطط العملية المناسبة لتحقيق هذا الغرض، سواء بشكل سلمي، عن طريق التفاوض والحوار، أو بشكل عسكري، بحال استمرار التعنت الذي تبديه “قسد” لجهة القبول تسليم سلاحها والقبول بالاندماج مع الدولة.
والإدارة الجديدة لم تزل تؤكد على ضرورة دخول المكوّن الكردي وكل الفصائل الأخرى في الجيش السوري بشكل مؤسساتي، ومستمرة حتى اليوم بإجراء المفاوضات مع قوات “قسد”، وفق ما أكده مؤخرا وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال، اللواء مرهف أبو قصرة، في أكثر من تصريح ومناسبة.
وحدة الأراضي السورية، تستوجب أيضا العمل على اتخاذ كل السبل السياسية والدبلوماسية الكفيلة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للجولان، وقد سبق للإدارة الجديدة بأن بدأت العمل على هذا المسار من خلال المطالبة بضرورة الالتزام باتفاقية فض الاشتباك، ودعوة المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل للانسحاب من بعض المناطق التي توغلت فيها داخلت القنيطرة مؤخرا، مستغلة انشغال القيادة بترتيب البيت الداخلي بعد سقوط النظام المخلوع. ولا شك بأن الإدارة الجديدة تعمل خلال هذه المرحلة على وضع رؤية متكاملة للتعامل مع مسألة الجولان المحتل. كما أن الإدارة الجديدة، لا بد وأنها أخذت بالحسبان أيضا مسألة تواجد القوات الأميركية في أجزاء من الأراضي السورية بعين الاعتبار، ولا شك أيضا، بأنها ستعمل على تكوين رؤية واضحة للتعامل مع هذا الملف مستقبلا، من خلال العمل على نسج علاقات تعاون مع الإدارة الأميركية.
الحفاظ على وحدة التراب السوري، يشكل ركيزة أساسية لدى القيادة الجديدة، التي عمدت إلى اتخاذ خطوات كبيرة على اتجاه إعادة بناء الجيش على أسس وطنية جامعة، ولعل المسارعة إلى حل جميع الفصائل العسكرية ودمجها في وزارة الدفاع الجديدة، تشكل اللبنة الأولى على طريق تشكيل جيش قوي يتحلى بعقيدة عسكرية تقوم على الدفاع عن الوطن، أولا وترميم الفجوة بين الشعب والقوات المسلحة- والتي اتسعت مداها إلى أقصى الحدود في زمن النظام البائد- من جهة ثانية. وهذا بالتالي يقود إلى تأسيس الجيش على أسس صحيحة، تجعله قادرا على حفظ  أمن واستقلال ووحدة أراضي البلاد.
#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
شهادة من قلب المأساة.. ابن حماة الإعلامي في "صحيفتنا" حازم شعار لـ"الثورة": سرايا رفعت الأسد أعدمت 5... محامون لـ"الثورة": مجلس تشريعي مؤقت وسلطة مستقلة للقضاء الرؤية الاقتصادية في خطاب الرئيس الشرع بارقة أمل.. طلاب من جامعة اللاذقية لـ"الثورة": كلمة الرئيس برنامج عمل بفضل الله وتضحيات المعذبين تحررنا من السويداء.. مواطنون لـ "الثورة": كخادم لا كحاكم كلمة تختصر الكثير عناوين المرحلة بعيونهم.. طلاب وأساتذة جامعيون لـ "الثورة": الخطاب يمهِّد لبناء سوريا الغد كذبة الممر الإنساني.. "الثورة" ترصد أحداث مجزرة "شارع علي الوحش" في مخيم اليرموك.. و١٢٠٠ سوري وفلسطي... بعفوية وبساطة.. طمأن السوريين تجهيز أسواق للبسطات والإشغالات لتنظيمها في جبلة وثائق "القضاء العسكري" المحروقة والسرية شاهد حي على إجرام نظام الأسد آثار الدمار الهائلة في درعا شاهدة على حجم الإجرام لنظام قتل الإنسان وحقد على الشجر والحجر حي القابون شاهد على وحشية النظام البائد "BBC news": رئيس سوريا الجديد يتعهد لشعبه بالحفاظ على السلم الأهلي مهندسون ومحامون من طرطوس لـ"الثورة": الخطاب أسس للعبور الآمن صحيفة "الثورة" ترصد توثيق قادة العمليات لمرحلة تحرير سوريا.. من التشتت إلى توحيد الفصائل بوضوح.. المشاركة عنوان المرحلة الانتقالية البيض بوفرة وتصدير للفائض وانخفاض السعر بنسبة 50% حملة للقبض على تجار المخدرات والسلاح في قيطة وجدية شمال درعا خطة لزراعة 600 ألف غرسة حراجية في تل الحارة