للمملكة العربية السعودية مكانة كبيرة على الصعيد العربي والإسلامي، وثقل نوعي على المسرح العالمي، ولا يمكن تجاوزها عند أي مفترق طرق على مسار التحولات الدولية، وهي بالنسبة لسوريا، كانت الحاضر الأبرز على مشهد الأحداث التي مرت بها خلال سنوات الأزمة الماضية، فوقفت منذ بداية الثورة ضد النظام المخلوع إلى جانب الشعب السوري، وحقوقه المشروعة في التغيير، والتخلص من حكم الاستبداد.
السياسة السعودية تتصف بالحكمة والتوازن في تعاطيها مع الأحداث العاصفة في المنطقة وسواها، ما يجعلها شريكاً موثوقاً في بناء مستقبل شعوب المنطقة، وسوريا اليوم تحتاج لهذه الحكمة، والاسترشاد بها للوصول إلى بر الأمان، والمملكة، لا شك أنها لن تبخل في تقديم النصح، وتقديم يد العون للشعب السوري، التزاما منها بمسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية، ومن هنا فإن زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى المملكة، عكست مدى الثقة السورية بالحكمة السعودية، والاستعانة بها على مسار إرساء الأمن والاستقرار والازدهار، التي ينشدها الشعب السوري، في هذه المرحلة الحساسة.
أكثر ما تحتاجه سوريا اليوم، هو الدعم العربي، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي، وذلك انطلاقا من مبدأ انتمائها العروبي، والسعودية، لا يمكنها التخلي عن مسؤوليتها العربية في هذا الاتجاه، ومواصلة الدفع باتجاه إيجاد حلول مستدامة تحفظ وحدة وسيادة واستقلال سوريا، وكرامة شعبها، بعيدا عن أي تدخلات خارجية، وتبذل جهودا مشكورة على صعيد العمل مع المجتمع الدولي لإعادة سوريا إلى مكانتها الدولية، بعد سنوات من العزلة فرضتها سياسات النظام البائد، وتبذل أيضا جهودا مضاعفة لرفع العقوبات الغربية بشكل كامل عن كاهل الشعب السوري، وهذا سيبقى راسخا في عقول ووجدان السوريين.