الثورة – راغب العطيه:
لا يستقيم عمل الدول إلا بالارتكاز على مؤسسات قوية مبنية على أسس متينة ولديها القدرة على القيام بمهامها السياسية والقانونية والاقتصادية والأمنية، وفي مقدمة هذه المؤسسات هو الجيش الذي يقع على عاتقه صيانة استقلال الدولة وسيادتها وحفظ أمنها وأمن مواطنيها، وهذا ما أولته الإدارة الجديدة منذ سقوط نظام الدكتاتورية الأسدية في الثامن من كانون الأول 2024، وأكد عليه السيد الرئيس أحمد الشرع في خطابه الذي وجهه للسوريين مؤخرا.
وفي هذا الاتجاه بدأت القيادة الجديدة بتشكيل وزارة الدفاع وما يتبعها من إجراءات عسكريه وقانونية، ومن بينها حل فصائل المعارضة المسلحة المشاركة في غرفة العمليات المشتركة نفسها للانخراط في الجيش العربي السوري الجديد تحت إمرة وزير الدفاع.
كما تحظى بقية المؤسسات بأهمية كبرى وخاصة في الوضع الجديد الذي تعيشه البلاد بعد انتصارات الشعب السوري على نظام بشار الأسد القاتل، وسيقود المؤسسة التشريعية في هذه المرحلة الانتقالية مجلس تشريعي مصغر يتم الإعلان عنه في الفترة المقبلة القريبة من قبل لجنة خاصة سيعلن عنها لاحقا.
كما يعد مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده في الفترة القادمة مؤسسة مهمة من مؤسسات الدولة كونه يضم جميع شرائح المجتمع ومكونات الشعب السوري، ليضطلع بمهام وضع مبادئ أساسية للنظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي في سوريا الجديدة.
كل هذه الخطوات والإجراءات يجب أن ينتج عنها إعلان دستوري يكون مرجعا قانونيا وسياسيا للمرحلة الانتقالية ويقبله كل السوريين بحيث يؤسس للمرحلة اللاحقة وتتوج هذه المرحلة بإجراء انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة، تكون فيها سوريا قد وصلت إلى بر الأمان والى التغيير الذي قامت من أجله ثورة الشعب السوري في آذار 2011.
#صحيفة_الثورة