عبارة مخيفة كانت ترتعد لها القلوب عندما يُقتاد الشباب من الحافلات أو الشوارع، وحتى من أماكن عملهم لمجرد (تشابه أسماء)!، لقد عاشت شريحة واسعة من السوريين تبعات هذه العبارة منذ بداية الثورة، فالتهمة حاضرة، وهيهات أن يحالفك الحظ وتستطيع إثبات أنك خلاف المقصود بأقل الضرر مادياً ومعنوياً.
وهذا ما جعل إجراءات (التفييش) على الحواجز، أو في بعض المقرات الحكومية التي تحتاج منك إنجاز معاملة ما، كابوساً مرعباً، فقد تصبح فجأة ومن خلال اسمك فقط قائد خلية، أو أن لك علاقات مشبوهة مع الخارج، النتيجة واحدة، تحقيق مرعب، ومصير قد يصبح مجهولاً في لحظة، بالمقابل على ذويك أن يثبتوا بشتى الوسائل القانونية وغيرها أنك خلاف المقصود، وهي رحلة قهر بحد ذاتها.
ومثل هذه الوقائع تكررت في مجتمع توارث تقاليد تسمية الابن البكر لكل أفراد العائلة باسم الجد الأكبر، وبالتالي كم من الأشخاص دخلوا تلك المقرات الأمنية للتحقيق بإشكالية (تشابه أسماء) ولم يخرجوا منها، وكم من العائلات دفعت الغالي ليحصلوا على ورقة إثبات أن أولادهم خلافاً للمقصود.
والويل لمن لا يملك مالاً ولا جاهاً في زمن المحسوبيات والفساد، فمصيره المجهول محتوم بلا شك، ناهيكم عن فلذات أكباد خرجوا جثثاً هامدة من التعذيب لمجرد أن أحد أفراد العائلة انشق عن النظام، وشباب واعد اضطروا مرغمين لوداع أهلهم في طريق هجرة لم يكن لها سبيل للعودة لولا بشائر هذا الفتح المبين، الذي يجب أن نثمنه عالياً، فطوبى للحرية التي حطمت قيود الظلم، وأثلجت صدور من دفعوا أثماناً باهظة لتكون سوريا حرة أبية.
#صحيفة_الثورة