الثورة – تحقيق سمير المصري:
تعاني محطة تعبئة الغاز المنزلي في درعا من صعوبات في العمل بعد إعادتها لمكانها القديم في منطقة غرز القريبة من المدينة بعد توقف العمل فيه لأكثر من 13 عاماً بسبب الحرب والدمار والأضرار الكبيرة التي تعرضت لها بسبب القصف من قبل النظام البائد، بالإضافة لعمليات التعفيش والسرقة لجميع محتوياتها، ولكن بالرغم من ذلك وعدم تجهيزها للعمل ولو بشكل جزئي، تم استثمارها وإعادة تفعيلها وتجهيزها فنياً لتفريغ صهاريج الغاز المخصصة لمحافظة درعا في الخزان الوحيد الصالح للتخزين من أصل خمسة خزانات الموجودة لتعبئة وإنتاج الاسطوانات المنزلية والصناعية المخصصة للمحافظة.
صعوبات تواجه العمل
رئيس قسم الغاز بفرع محروقات درعا المهندس أحمد ديبة بين لـ”الثورة”: بالرغم من تعرض محطة تعبئة الغاز في منطقة غرز شرقي درعا لأضرار كبيرة تم مؤخراً إعادة المحطة إلى مكانها الأساسي بمنطقة غرز ومباشرة العمل فيها بعد نقلها خلال السنوات الماضية إلى منطقة جباب على أوتوستراد دمشق درعا، ووضع وحدة متنقلة للتعبئة لتلبية حاجة المحافظة من أسطوانات الغاز المنزلي والصناعي، ولكن بعد تحرير سوريا من النظام البائد كان لابد من إعادة المحطة إلى مكانها الأساسي في منطقة غرز ومباشرة العمل فيها بالرغم من الصعوبات الكبيرة والمتمثلة بحالة الدمار والأضرار التي تعرضت لها بشكل كامل وشملت محتوياتها من مكاتب ووحدات إنتاج وتعبئة الاسطوانات والخزانات والبحرة وغيرها.
خدمات ضرورية وخزان وحيد
وأضاف ديبة: بالرغم من صعوبة العمل لإعادة تأهيل المكان ولو جزئيا لعدم توفر البنية التحتية الضرورية للعمل من شبكة كهربائية وشبكة مياه وآليات وغيرها، تم تجهيز خزان واحد بسعة تخزينية نحو 100 طن من الغاز السائل، مشيراً إلى أن عدد الخزانات الموجودة حالياً هو خمسة خزانات تتسع لنحو 750 طناً من الغاز السائل بينها خزان كروي يتسع لنحو 500 طن ولكنه بحاجة إلى الصيانة بسبب تعرضه للأضرار والشظايا، بالإضافة إلى إجراء أعمال الصيانة والتأهيل للمضخات القديمة.
وأشار إلى أن هناك صعوبات تواجه العمل كصعوبة توفير قطع التبديل التي نحتاجها لأعمال الصيانة والتأهيل للمضخات وأعمال تعبئة الاسطوانات والخزانات، وتعاون الجهات الخدمية لمواصلة العمل، خاصة بعد توفر مادة الغاز السائل بشكل مستمر ويتم العمل حالياً بساعات محدودة من خلال المولدة الوحيدة القديمة وأعطالها كثيرة وتحتاج إلى صيانة مستمرة وتحتاج يومياً لأكثر من 50 ليتر مازوت لاستمرارية العمل لتلبية احتياجات المواطنين، كذلك لابد من توفير المياه للعمل من خلال حفر بئر خاص بالمحطة لتزويدها بالمياه على مدار الساعة لضرورة العمل، وتجهيز المحطة بمنظومة الأمان من آليات الإطفاء وغيرها على مدار الساعة، وحالياً يتم نقل المياه إلى المحطة من مكان بعيد ومن الآبار الخاصة، ولاسيما أنه يوجد ضمن بناء قسم الغاز بحيرة ماء تتسع لأكثر من 250 متراً ومن الضروري تأمين وسائل ومنظومة أمان وحماية ومعدات وآليات إطفاء كبيرة وصغيرة ليتم توزيعها ضمن أماكن العمل.
تأمين غرف مسبقة الصنع
وبين ديبة أنه لا يوجد حالياً مكاتب للموظفين الإداريين بسبب تعرض أبنية القسم لدمار وأضرار كبيرة، وتم مخاطبة الجهات المعنية بالمحافظة من أجل نقل الغرف مسبقة الصنع من المقر السابق في جباب لاستخدامها في العمل، ولكن حتى تاريخه لم يتم نقلها، لاسيما أنه لم يعد لها حاجة هناك.
غاز لبناني غير مطابق للمواصفات
وتطرق رئيس قسم الغاز إلى مسألة هامة تؤثر بشكل سلبي على إنتاج وعمل الشركة العامة للغاز بالمحافظة، وتتمثل بقيام المعتمدين باستجرار صهاريج غاز من لبنان وبأسعار رخيصة لعدم مطابقتها للمواصفات النظامية وتعبئتها من الصهريج بالأسطوانات بشكل مباشر من دون ضغط وبيعها للمواطنين على أنها من إنتاج الشركة العامة للغاز ليفاجأ المواطن بعدم استخدامها لأكثر من أسبوع في منزله، وبالتالي يتم إلقاء اللوم على المحطة واتهامها بالتلاعب بأوزان الاسطوانات، ولذلك لابد من ضبط هذه الحالات منعاً للغش والتلاعب.
6000 إسطوانة يومياً
بدوره رئيس دائرة العمليات في قسم الغاز المهندس وسيم درويش، أشار إلى صعوبة العمل في قسم غاز غرز بوضعه الحالي لعدم جاهزيته وافتقاره لمنظومة الأمان والحماية الضرورية للعمل، ويتم حالياً إنتاج وتعبئة الأسطوانات بالمحطة وبمعدل 6000 إسطوانة يومياً أي نحو 180 ألف إسطوانة شهرياً وهذه تلبي أكثر من ثلثي حاجة المحافظة مقارنة بالفترة الماضية، ولاسيما بعد توفر المادة بشكل مستمر من خلال تفريغها بالخزان وبالتالي يمكن زيادة عدد الأسطوانات المنتجة يومياً، بينما في الوحدة المتنقلة التي كانت في جباب كان يتم انتظار الصهريج حتى يتم تفريغه في الأسطوانات لعدم توفر خزانات وهذا يستغرق ساعات طويلة لتفريغه وبالتالي إنتاج وتعبئة كميات قليلة من الاسطوانات.
نقص الأيدي العاملة
وأضاف درويش: حالياً مادة الغاز السائل أصبحت متوفرة بشكل مستمر في الخزان، لاسيما بعد توفيرها وتوريدها بشكل يومي من الأردن ولكن هناك صعوبة تتمثل بنقص الأيدي العاملة والتي في حال توفرها يمكن أن يصل الإنتاج اليومي لنحو 10 آلاف إسطوانة غاز، مشيراً إلى توفر خط إنتاج حديث بالمركز يصل إنتاجه نحو 1200 إسطوانة بالساعة، وما يحتاجه فقط هي أعمال بسيطة وفي حال تم تجهيزه يحتاج فقط إلى خمسة عمال لتشغيله وهذا يوفر في عدد العمال والجهد وزيادة في الإنتاج خاصة و لابد من تأمين ورشة لصيانة صمام الأمان الاسطوانات وتغليفها منعاً للغش والسرقة من قبل المعتمدين.
موظفون بدون مكاتب
بدورهم كان للكادر الوظيفي بمحطة الغاز مطالب حيث يفتقرون لأبسط مقومات العمل من مكاتب وطاولات وكراسي، وحالياً دوامهم في العراء بالرغم من وجود البناء ولكنه بحاجة إلى إعادة تأهيل وصيانة المباني الإدارية إضافة إلى عدم توفر آليات الخدمة لنقل الموظفين من وإلى مكان الواقع في منطقة نائية وغير مخدمة بوسائل النقل.
#صحيفة_الثورة