بات المواطن كل يوم على موعد مع معاناة جديدة لتأمين متطلباته المعيشية، وذلك في ظل الغلاء الفاحش وانخفاض معدل الدخل، وضعف القوة الشرائية، ومع أنه ينتظر أبواب الانفراج كي تُفتح، لكن ثمة صعوبات لا تنتهي، ولاسيما مع الحصول على أدنى تلك المتطلبات وأكثرها ضرورة وهي الخبز.
فالخبز الذي يجب أن يكون التلاعب فيه وبأسعاره خطاً أحمر، لا يتم الحصول عليه بسهولة، حيث الازدحام على نوافذ الأفران يبدأ مع الصباح الباكر ولا ينتهي بانتهاء اليوم، لأنه يستمر حتى الصباح التالي، حيث غالبية الأفران تعمل على مدار اليوم، وما يتسبب في هذا الازدحام عودة البائعين أمام أبوابه وفي الطرقات، لأن ثمة أطفال ونساء يمتهنون بيعه بالسعر الحر والمضاعف عن ثمنه المعروف، وهؤلاء يقضونها جيئة وذهاباً طوال اليوم وبأعداد كبيرة، على حساب المستهلك الذي يقضي ساعات للحصول على ما يريده، بعد أن يفقد جزءاً من ثيابه، ناهيك عن تجاوز البعض للدور لمعرفتهم بالأشخاص الموجودة على النوافذ ودرجة القرابة، وأحياناً انتمائهم للبلدة أو الحي.
وفوق ذلك أصبح حجم الرغيف أصغر بكثير عما هو معروف، ولا يخضع للوزن بل يباع بعدد الأرغفة، هذا فضلاً عن نقص عدد الأفران في بعض المناطق مقارنة بعدد السكان.
بلسان المواطن، نلتمس حلاً سريعاً، وليس إسعافياً، من خلال تشديد الرقابة على الأفران ومحاسبة كل من تسوّل له نفسه التلاعب بقوت الناس.
#صحيفة_الثورة