الثورة – ناديا سعود:
يعدّ النقل العام من أبرز القطاعات التي تعكس حالة الفوضى والاستغلال خاصة في أوقات الأزمات، ومشكلة “السرافيس” إحدى القصص المتجذرة مع اختلاف تفاصيلها، ففي أيام النظام البائد كان الحصول على مقعد في سرفيس قمة انتصاراتك بعد معارك طاحنة وتعرضك لمزاجية السائقين وتحكمهم تحت سمع ونظر الجهات المعنية، أما الآن وبعد التحرير والانتصار اختلف حال أصحاب السرافيس، وأصبحت تجدهم بانتظارك لتجلس وتختار مقعدك كما تشاء، “لكن يا فرحة ما تمت” حيث أصبح سائقو السرافيس يبتزون المواطن ويطالبونه بأجور إضافية ترهق كاهله في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة.
غياب للمعايير
صحيفة الثورة نقلت شكوى من أهالي منطقة السقيلبية الذين يتعرضون للابتزاز من سائقي وسائط النقل وخاصة “السرفيس” في منطقتهم، وسط غياب شبه كامل لأي معايير قانونية أو أخلاقية أو إنسانية، فلا يرى أولئك في المواطنين، ممن قضت ظروف عملهم تنقلهم اليومي أو شبه اليومي، إلا وسيلة للكسب غير المشروع، بصرف النظر عن ظروف هؤلاء الاقتصادية رغم توفر المحروقات.
سوزان يوسف من سكان المنطقة تتساءل، رغم توفر المازوت يأخذ أصحاب السرافيس من الراكب عشرة آلاف ليرة ويوجد في السرفيس من 15 لـ 20 راكباً، فلم كل هذا الاستغلال؟.
ارتفاع التعرفة
محمد الخنيسة، طلب من الجهات المعنية توضيحاً، فيدفع طالب الجامعة 40 ألف ليرة ليصل إلى اللاذقية مع العلم أن الرحلة إلى حلب تكلف 50 ألف ليرة، وسعر لتر المازوت لا يتعدى 9500 ليرة، وتمنى من أصحاب الشأن الإنصاف ومعالجة الأمر.
من جهتهم برر أصحاب السرافيس ارتفاع التعرفة بأنهم في بعض رحلاتهم يخسرون من جيوبهم لعدم توفر ركاب، ففي بعض الأحيان نضطر للنزول براكبين أو ثلاثة، مؤكدين أنهم يدفعون من جيوبهم.
ويتساءل المواطنون في تلك المنطقة عن الوقت الذي ستتدخل فيه الجهات المعنية لوضع حد لكل من يقدم على ابتزاز المواطن، فهذه الظاهرة التي يعاني منها الركاب بشكل دائم تزامناً مع تردي الوضع المعيشي.