الثورة- هراير جوانيان:
اعتدنا خلال السنوات الماضية على مشاهدة مواجهات نارية بين ريال مدريد ومانشستر سيتي، لكن في (٢٠٢٥) لا يبدو أننا سنشاهد نسخة في ذات القوة، لأن أخطاء الفريقين دفاعياً واضحة وضوح الشمس، ولم يكن ينقص تحضيرات مان سيتي للقاء إلا أن يتعرض نيكو غونزاليس لإصابة، صحيح أن اللاعب انضم بالكاد قبل أيام للفريق، لكنه كان الفرصة الأخيرة لبيب لإيقاف كوارث الوسط، ومع وجود شكوك حول مشاركته ضد ريال مدريد سيعود بيب للعب دون ارتكاز أمام فريق يملك ثلاثة لاعبين سريعين ومهاريين وهدافين في الأمام.
في آخر مباراة كبيرة لمان سيتي ضد أرسنال لعب بكوفاسيتش وحده في المحور، وأمامه برناردو وفودين ومرموش وسافينيو وأمامهم هالاند، والنتيجة هي أنه رغم كثرة هؤلاء المهاريين لم يفرض الفريق سيطرته على الكرة (٥٤%) فقط، وترك مساحات رهيبة استغلها لاعبو آرسنال بسهولة وسجلوا خمسة أهداف، مع الرأفة، وإن كان هافيرتز يضيع كرة أمام مرمى خالٍ فإن مبابي يمكن أن ينتظر عودة الحارس لمرماه ومراوغته ثم التسجيل.
ويدرك غوارديولا أنه حتى في أفضل سنوات سيتي كان يحتاج لتقديم أداء مثالي ليقصي ريال مدريد، والموسم الماضي كان أقرب للمثالي إياباً لكن هذا لم يكن كافياً، فكيف يكون الحال حين تنزل الملعب بفريق تلقى (٣٥) هدفاً، في (٢٤) مباراة بالدوري؟ و (١٤) هدفاً، في ثماني مباريات بالأبطال؟
وسط هذه الظروف يدرك غوارديولا أنه بحاجة لتغيير ما، لأن ظروف ريال مدريد أيضاً ليست مثالية، فالفريق لا يلعب ككتلة جماعية، وهذا ظهر واضحاً في خسارتيه ضد برشلونة، حين كانت الخطوط متباعدة وبناء اللعب كان معقداً جداً، فرغم كل مزايا كورتوا إلا أنه ليس الحارس الذي يبني اللعب في قدميه، وكذلك مدافعو الفريق، ووسطه يمكنهم إخراج الكرة بشكل سلس، لذا الحل الدائم هو التمريرات الطويلة باتجاه ثلاثي الهجوم، بالتالي يبدو أسلوب ريال مكشوفاً لكن تكمن الصعوبة بإيقاف المهارات الممتازة لمهاجميه الذين يتفوقون على دفاع سيتي بفارق كبير.
يُعرف غوارديولا دائماً ميله لإحداث تغيير في المباريات الكبيرة، حين كانت فرقه تسير بشكل ممتاز كان يُلام بيب على إجراء تغيير يعرقل من خلاله فريقه، نذكر منهم عدم البدء بمولر ضد أتلتيكو مدريد في (٢٠١٦) ووضع دي بروين على الدكة ضد توتنهام (٢٠١٩) وضرب ثنائية ساني وسترلينغ المثالية (٢٠١٨).
هذه المرة انعكست الآية، الفريق ليس في حالة جيدة ويحتاج إلى مفاجأة تغير مساره، وقد تكون المفاجأة الأسهل هي تحويل ستونز للاعب وسط، والمجازفة في خوسانوف في الخط الخلفي إلى جانب أكانجي بظل غياب دياز، المشكلة الكبرى أن بيب لا يمكنه إشراك ماتياس نونيز كظهير أيمن لأن مهمة إيقاف انطلاقات فيني ومبابي على اليسار ستكون شبه مستحيلة حينها.
الفكرة الأهم التي قد يبحث عنها بيب هي المجازفة بمحاولة ضرب ريال في خطوطه الخلفية، والمبالغة في الضغط، كما فعل برشلونة، ولو أن هذه المحاولة ستكون شبه انتحارية في ظل مشاكل الوسط.