الثورة – أسماء الفريح:
ذنبهم الوحيد أنهم أحرار لم يرضوا بالهوان وقالوا كلمتهم التي ترددت في كل الأصقاع.. نريد إسقاط النظام رداً على جرائمه .. فواجههم الطاغية وميليشياته بغاز السارين السام المحرم دوليا .. بدؤوا في بلدات الغوطتين الشرقية والغربية وصولاً إلى خان شيخون وغيرها وإلى يومنا هذا ما زال المجرمون القتلة وعلى رأسهم بشار الأسد دون عقاب ولكن إلى متى ؟.
مجزرة الكيميائي في الغوطة وصفت بأنها الأكثر مأساوية منذ بدء الثورة السورية عام 2011, حيث أطلقت ميليشيات الأسد المجرم في تمام الساعة الثانية والنصف من صباح يوم الأربعاء الواقع في ال 21 من آب 2013 صواريخ تحمل غاز السارين السام , ويسمى أيضا “غاز الأعصاب” على معضمية الشام وزملكا وعين ترما وكفر بطنا وعربين ما أدى لارتقاء ما يقارب ال 1500شخص أغلبهم من الأطفال وإصابة 6 آلاف آخرين، وفق بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
الصواريخ التي تحمل رؤوسا كيميائية، والتي استعملتها ميليشيات النظام في المجزرة، تتميز بأنها لا تحدث صوتا بعد انفجارها، ولا تخلّف أضرارا على المباني، بل تخنق الأنفاس وتدمر الأعصاب, وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير سابق لها حول ما جرى في الغوطة، إن استخدام غاز “السارين” يقلل فرص النجاة، لأن درجة الحرارة ليلتها كانت منخفضة، مما يؤدي إلى سكون الهواء، ومن ثم عدم تطاير الغازات السامة الثقيلة.
الأعراض التي ظهرت على سكان البلدات بعد سقوط الصواريخ وهم نيام ، شملت الاختناق نتيجة استنشاق الغاز والتشنجات العضلية الحادة، والشلل المؤقت، وفقدان الوعي, ويتحدث أحد شهود العيان لموقع الجزيرة نت عن رؤيته لمعاناة الناس من الاختناق، وهم يتلوون من الألم، مشيرا إلى أن الكثيرين منهم لقوا حتفهم خلال دقائق، بينما عانى آخرون من اختناق تدريجي حتى الموت.
جثث الضحايا الممددة إلى جانب بعضها البعض في الشوارع والمستشفيات الميدانية، كانت قاسية للغاية وخاصة الأطفال الذين كانوا الأكثر تأثرًا بالغازات السامة، وتسببت بموت المئات منهم بعد معاناتهم من الاختناق والتشنجات.
الأطفال الناجون من المجزرة، عانوا بدورهم من الصدمات النفسية وبعضهم من اضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD) والاكتئاب والقلق الشديد من أهوال ما شاهدوه حولهم، كما عاشوا في حالة من الرعب المستمرّ تحسبًا من تكرار الهجوم الكيميائي, وحتى الأجنة في بطون أمهاتهم لاقوا مصيرا مأساويا وتشوهات ونقصا بالأطراف سببها خلل بالجهاز العصبي لدى النساء الحوامل اللواتي استنشقن الغاز السام.
وكالعادة بعد وقوع المجازر تتعالى أصوات المجتمع الدولي المنددة والمستهجنة ,لكنها تخفت مع مرور الأيام حتى تختفي تماما ولا تعود إلا مع تكرارها أو إحياء ذكراها المؤلمة بعد توصل الدول الكبرى إلى ما يشبه التفاهمات أو التسويات السياسية والدبلوماسية على حساب ضحايا المجازر الأبرياء فيما ينجو الجلاد .
ورغم تحقيقات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في هذه المجزرة وغيرها بعد 2013، حيث وثقت بعض التقارير بينها “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” استخدام النظام القاتل السلاح الكيميائي 217 مرة ضد المناطق المدنية منذ آذار 2011, كما أن فريق التحقيق الدولي المشترك توصل في عدة تقارير إلى أن نظام بشار الأسد مسؤول عن استخدام هذه الأسلحة، بما في ذلك السارين والكلور إلا أنه لم يتعرض للمساءلة والمحاسبة وظل يمارس إجرامه بحق شعبه حتى إسقاطه في الثامن من كانون الأول الماضي.
الدول الكبرى والمجتمع الدولي بأسره مطالبون اليوم بعد تكشف فظاعة مجازر هذا النظام بحق المدنيين الأبرياء التوقف عن المراوغة واتخاذ خطوات ملموسة وجادة لمحاسبته وأزلامه وميليشياته على ما اقترفوه وضمان عدم تكرارها في أي مكان في العالم.
#صحيفة_الثورة
