الثورة – أسماء الفريح:
جدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان التأكيد على ضرورة ضمان وحدة أراضي سوريا وسيادتها السياسية, مشدداً على أن دعم بلاده طوال الـ 14 عاماً في المنطقة لا يعني أنها ستكون صاحبة كلمة فيما يتعلق بسيادة سوريا.
وفي ندوة بعنوان “فجر جديد لدمشق: آفاق الانتقال في سوريا”، أقيمت على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن في نسخته الـ61 بمدينة ميونخ الألمانية, أشار فيدان, وفق ما ذكرت وكالة الأناضول, إلى وجود توافق في الآراء بين دول المنطقة بشأن قضية سوريا.
وأوضح أن المبادئ المتفق عليها بالإضافة إلى ضمان وحدة أراضي سوريا وسيادتها السياسية هي تشكيل حكومة شاملة تضم الجميع، وألا يتطور الإرهاب ويجد قاعدة له على أراضيها، وعدم وجود تهديدات فيها موجهة ضد الدول المجاورة.
وشدد على أن الإدارة الجديدة في سوريا تستجيب بشكل جيد لمطالب المجتمعين الدولي والإقليمي، مبيناً أنه لم يتلق شكاوى كبيرة من نظرائه أو المسؤولين الآخرين بشأن الإدارة, وقال: “هؤلاء الأشخاص يدركون التحديات التي يجب على سوريا تجاوزها”.
وأعرب وزير الخارجية التركي عن اعتقاده بضرورة التفاؤل حيال مستقبل سوريا.
وأشار أيضاً إلى ضرورة توحيد الفصائل المسلحة تحت راية جيش وطني واحد لضمان النظام وأمن الناس في سوريا, مؤكداً ضرورة عدم التسامح مع أي فصيل مسلح، وخاصة أن التجربة أثبتت أن ذلك يجلب الفوضى وعدم الاستقرار إلى المنطقة.
وقال الوزير التركي إن بلاده تعطي حالياً الأولوية لكيفية مساعدة سوريا في عملية إعادة الإعمار، وإعادة الاقتصاد إلى سابق عهده، ومن ثم إعادة بناء مؤسسات الدولة.
وأضاف أن أنقرة تنتظر من دمشق الوقوف إلى جانبها في مكافحة التنظيمات الإرهابية, وخاصة أن تنظيم “بي كي كي” الإرهابي يشكل تهديداً كبيراً لسوريا والمنطقة بأسرها على غرار تنظيم “داعش”, عازياً ذلك إلى أن “الإرهابيين الدوليين (الأجانب) القادمين من تركيا والعراق وإيران يتجمعون الآن في شمال سوريا ويتم تغذيتهم، ويخفون أنفسهم تحت ذريعة الحرب ضد داعش”.
وقال الوزير فيدان: “لكن لا يمكنكم السماح لهؤلاء الأشخاص باحتلال ثلث البلاد، والاستيلاء على آبار النفط والغاز، ونهب البلاد، ومنع الحكومة المركزية وملايين السوريين الآخرين من الاستفادة من النفط والغاز.. لذلك يجب إنهاء هذا الأمر”.
وتابع: “هذا ليس تهديداً للأمن القومي بالنسبة لنا فحسب، بل إنه يعد مشكلة كبيرة لمنطقتنا كلها في الوقت نفسه”.
وأضاف أن بلاده أجرت محادثات حول هذه القضية مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب, وقال: “أجريت أمس أول لقاء وجهاً لوجه مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، ونظرائي الآخرون يتباحثون أيضاً مع نظرائهم.. آمل أن نتوصل إلى اتفاق”.
وشدد فيدان على أن بلاده ضد ثقافة الهيمنة وقال: “أعتقد أننا يجب أن نتجاوز هذا الأمر.. يجب أن نرسخ ثقافة التعاون والاحترام والتضامن والالتزام بسيادة بعضنا.. وأعتقد أن هذا أصبح قريباً جداً وأننا قادرون على فعل ذلك.. لم يكن لدينا موقف كهذا، لأننا استخلصنا دروساً مهمة من الأحداث التي جرت في منطقتنا”.