الغروب الأميركي.. والألسنة المتلونة!!

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير: علي قاسم: ترسم المشاغبات الأميركية على الموقف الروسي والتسريبات المضللة علامات استفهام كبرى على هوامش تحرك الإدارة الأميركية خارج حسابات المعادلة المتشكلة حديثاً،

فيما الضفة الأخرى المقابلة لها متخمة باستحقاقات سياسية أبعد قليلاً من قدرة الدبلوماسية الأميركية على التحكم بإدارتها.‏

وفيما تتأرجح الكفتان في نوسان يقلق إدارة الرئيس أوباما، تبدو أي مقاربة أميركية ضرباً من المغامرة، بعد أن اضطرت لتذوق مرارة المراجعة، وقد بانت ملامح الفشل في معطيات مشروعها، ومؤشرات التعثر في اتجاهاته، والتي تحولت إلى صدمة بمنظور الكثير من المحللين والاستراتيجيين الأميركيين، حين يتداخل فيها العامل السوري لأن كل ما أنتجته وما ضحت به من لاعبين تقليديين لم يفلح في إطالة أمد العصر الأميركي.‏

المفترق الأميركي يعيش غروباً واضحاً، وإن كان الإقرار الأميركي بصعوبة الاختيار لا يزال مؤجلاً حتى إشعار آخر.. وهو يملي شروطه، وحتى الاستنتاجات الأساسية بدت قريبة من هذا التوجه وإن لم تعلن بعد.‏

ورغم أن الخشية الأميركية نابعة أساساً من مخاطر انفراط عقد خيوطها، وباتت كالقابض على الجمر، فإنها لا تخفي قلقها من التوابع الاهتزازية القادمة المتشكلة في الحالين، وهي تدرك سلفاً أنها لن تكتفي بسحب كل ما حققته حتى الآن، بل بالارتدادات التي قد تعيد تشكيل المعادلات في المنطقة على نحو مناقض تماماً.‏

وإذا كانت الولايات المتحدة الأميركية قد سلمت إلى حد ما بأن عصر النفوذ المطلق يشهد أفوله الأولي فإن تبديل تلك المعادلات يؤذن لعصر آخر لا يكتفي بمقارعة الأميركيين على تقاسم الإرادات، بل يستطرد للدخول في منازعات لن تكون مناطق نفوذها التقليدية خارجها.‏

هذا على الأقل ما يمكن استنتاجه بشكل أولي من المماحكات الأميركية التي تحاول أن تدفع المبادرات الدولية خارج سياقها حين بدت على عجلة من أمرها لإنهاء مهمة السيد كوفي أنان عبر الإنذار المبكر بأنها لن تمدد لعمل المراقبين!!.‏

لكن الأخطر في هذا السياق أنها لم تنفض يدها بعد من تسليح الإرهابيين، ولم تصدر حتى اللحظة الأوامر لأدواتها بالكف عن التورط أبعد، حيث تجد أن فرصة الاستمرار في تأجيج الأزمة، ربما كانت المظلة الوحيدة التي تستظل بها لتأجيل إعلان إفلاسها.. رغم أن رهانها على هذه الورقة المحترقة بات أخطر من الإفلاس ذاته.‏

لذلك لم يعد التبرم الأميركي من المبادرات الدبلوماسية مجرد ذريعة لاستمرار دعم التنظيمات المسلحة وإطالة أمد الأزمة فحسب، بل أيضاً تحول إلى سياسة تعتمد على التهرب من أي استحقاقات سياسية قد تفرضها تطورات الموقف، باعتبار أن كل الحلول السياسية المطروحة هي في المحصلة النهائية انكفاء للمشروع الأميركي ككل..‏

وهذا يتلاقى مع المشهد المقابل له حيث الهجوم الدبلوماسي الروسي متواصل دون توقف، وقد حشدت إلى جانبه قوى وأطرافاً كانت إلى وقت قريب في المنطقة الرمادية، وبعضها على الأقل كان محسوباً على الضفة الأميركية.. وهو ما وجدت فيه إدارة أوباما مؤشراً على مواجهة سياسية أبكر مما كانت تخطط له..‏

فالواضح أن روسيا لم تعد معنية بحسابات الوقت الأميركية، وليس لديها النية لتوقيت تحركها على روزنامة الانتخابات الأميركية، بل حتى ذلك الحين لديها الكثير من الاستحقاقات التي يجب أن تنجزها قبل أن تتفرغ لإعادة ترتيب مشهد المجابهة القادمة في ملفات مؤجلة منذ سنوات، في حين سيضيف إنهاء الأزمة في سورية الكثير من الأوراق الرابحة إلى الرصيد الروسي المتزايد على الساحة الدولية.‏

بين التهرب الأميركي والاستعجال الروسي تتشكل معادلات يرسمها العامل الموضوعي السوري على الأرض، الذي سيكون في نهاية المطاف النقطة المفصلية في حسم اتجاهات المعادلة، كما أنه البوابة الراجعة لرسم مشهد مؤجل، والفصل في مفارقات طغت على ذلك المشهد لأشهر مضت، سواء فيما يتعلق بالمراجعة الملحة لكثير من التطورات في المنطقة، أم فيما يخص الديون السياسية المتراكمة في أكثر من موقع وقد طفح الكيل بها.. وامتلأ القاع بصفاقتها وقد لاكتها الألسنة المتلونة لمشيخات الخليج وبعض العواصم الإقليمية والأوروبية!!‏

a.ka667@yahoo.com ‏

 

آخر الأخبار
سوريا تشارك في الاجتماع العربي السابع للحد من الكوارث بخطة وطنية دمشق تُعيد رسم خارطة النفوذ..  قراءة في زيارة الشرع إلى روسيا الاتحادية وزير الطوارىء: نحن أبناء المخيّمات..نسعى لإعمار وطنٍ يُبنى بالعدل أوضاع المعتقلين وذوي الضحايا .. محور جولة هيئة العدالة الانتقالية بحلب بعد تحقيق لصحيفة الثورة.. محافظ حلب يحظر المفرقعات تخفيض الأرغفة في الربطة إلى 10 مع بقائها على وزنها وسعرها محافظة حلب تبحث تسهيل إجراءات مجموعات الحج والعمرة  جلسةٌ موسّعةٌ بين الرئيسين الشرع وبوتين لبحث تعزيز التعاون سوريا وروسيا.. شراكةٌ استراتيجيةٌ على أسس السيادة بتقنيات حديثة.. مستشفى الجامعة بحلب يطلق عمليات كيّ القلب الكهربائي بحضور وفد تركي.. جولة على واقع الاستثمار في "الشيخ نجار" بحلب أطباء الطوارئ والعناية المشددة في قلب المأزق الطارئ الصناعات البلاستيكية في حلب تحت ضغط منافسة المستوردة التجربة التركية تبتسم في "دمشق" 110.. رقم الأمل الجديد في منظومة الطوارئ الباحث مضر الأسعد:  نهج الدبلوماسية السورية التوازن في العلاقات 44.2 مليون متابع على مواقع التواصل .. حملة " السويداء منا وفينا" بين الإيجابي والسلبي ملامح العلاقة الجديدة بين سوريا وروسيا لقاء نوعي يجمع وزير الطوارئ وعدد من ذوي الإعاقة لتعزيز التواصل عنف المعلمين.. أثره النفسي على الطلاب وتجارب الأمهات