الثورة – وعد ديب:
تطبع العملة السورية خارج سوريا، فقبل سنوات مضت كان يتم طباعة العملة في دول أوروبية كسويسرا وغيرها، لتنتقل طباعتها بعد ذلك إلى روسيا.
طباعة العملة في الخارج يعتبر أمراً طبيعياً، فلا إمكانية لطباعة العملة لدينا، كما أن الطباعة تحتاج إلى تكاليف باهظة بالدولار ناهيك عن تكلفة أجور نقلها، لذلك في الدول المتطورة العملة لا تبقى بأيدي الناس بل بالبنوك.
تخوف
لكن ماذا بعد وصول كتلة من الأموال من فئة الليرة السورية المطبوعة في روسيا إلى سوريا؟.
الدكتور في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق إبراهيم العدي قال في حديث لصحيفة الثورة: إن هناك قسماً آخر من كتلة الأموال ستأتي تباعاً بعد أن تمت طباعتها في روسيا.
واقعياً- والكلام للدكتور العدي- كان هناك تخوف وخشية من ضبط السيولة وفلتانها، والاضطرار لضبطها بالقوة، أما إذا حصل فلتان في السيولة فيمكن أن يصبح لدينا تضخم، والتضخم (غول يفترس الدخول) أي دخول الفقراء، بحسب دكتور الاقتصاد- فالتضخم ضريبة يدفعها الفقير للغني وفي ظل أي تضخم الأول يزداد فقرا والثاني يزداد غنى.
مسألة وقت
ويضيف: عملياً الحكومة الجديدة ستفكر مع الأيام القادمة بطباعة عملة جديدة، وإلى حين استقرار الوضع ستبقى طباعة العملة خارجاً، وما نحتاجه مسألة وقت، ولدينا التجربة التركية الرائدة في هذا المجال، وكان لديهم تضخم ونجحوا في طباعة عملة جديدة.
وقال: نستطيع أن نملك عملة جديدة وبقيم أقل، فأكبر قيمة نقدية للعملة في سوريا لا تشتري احتياجاً صغيراً.
شبه استقرار
وفقاً للأستاذ الجامعي، من المفترض عند دوران عجلة الإنتاج وعندما يصبح لدينا استيراد وتصدير، وهذا يؤدي لشبه استقرار لليرة، والعملة الوطنية وهنا يمكن طباعة عملة جديدة.
دماء الاقتصاد
وشبه الدكتور العدي العملة بدماء الاقتصاد، فلا يجب أن يكون هناك زيادة في الضخ، ولا نقصان ومن يقرر ذلك فهم الخبراء في الاقتصاد، ولكل اقتصاد ظروفه.
انسجام
وينوه الدكتور العدي بأن الاقتصاد يحتاج إلى كتلة نقدية وكتلة سلعية مع حالة من الانسجام بينهما، وإذا زدنا الكتلة النقدية مع بقاء الكتلة السلعية على وضعها ترتفع الأسعار، وإذا دخلت مستوردات من دون تصدير ارتفعت الأسعار، فالكتلة النقدية يجب أن تنسجم إلى حد ما مع الكتلة السلعية الموجودة بالدولة.
تحرك السيولة
وعن كتلة الأموال السورية المطبوعة، والتي قدمت من روسيا إلى سوريا، وتأثيرها في المرحلة الحالية، أوضح العدي أن هذه المبالغ يمكن أن تحرك السيولة وخاصة لدى فئة التجار، وبالتالي هذه الكتلة النقدية تؤثر على تحريك العجلة الاقتصادية في البلاد ولو بشكل ضئيل مبدئياً.
#صحيفة_الثورة