سمعتُ عن حكايةٍ جميلةٍ حَدَثَتْ في مدينة الدريكيش بمحافطة طرطوس، تستحق أنْ تُرْوَى.
تقول الحكاية: إنه بعد سقوط النظام المخلوع تم تعيين أربعة أشخاص، من محافظة إدلب في مخفر بمدينة الدريكيش، وكانوا يعيشون حالةَ قلقٍ، وكان أهاليهم أيضاً قلقين عليهم.
مرَّت الأيام حتى جاوزت الشهر، ومع كل يوم يمرُّ كانت مفاجأة الموظفين الأربعة تتحوّل إلى يقينٍ ساطع وجميلٍ، ولم تكن مفاجأة ذويهم أقل جمالاً.
لقد كان جيران المخفر من أهالي الدريكيش يحملون جزءاً من الطعام مما يطبخونه في بيوتهم إلى عناصر المخفر بشكل يومي، وكان المشهد يتكرر يوميّاً حتى أصبح العناصر يشعرون بأن الأمهات في الدريكيش كأمهاتهم في حنانهن ومحبتهن وعطفهن.
بعد مرور تلك الأيام بدأت تتفتح أزاهير الأمان والمحبة في قلوب الشباب الأربعة، وفي قلوب جيرانهم، وبدأ عطر المودّة يفوح ليخلق عالماً مختلفاً من الصفاء والنقاء والسكينة والمودة.
إنه الواقع الذي يحاول الحاقدون تشويهه، وهو أن شعب سوريا طيِّبٌ وأصيلٌ، وكلّ ما يخالف ذلك فهو شاذ، وليس من أصالتنا.
نعم.. بالمحبة يعيش السوريون أخوة في كنف أمهم سوريا.