حماة – زهور رمضان:
انطلاقاً من إيماننا أن العمل التطوعي هو أساس التغيير، وأن كل فرد من المجتمع قادر على المشاركة ولو بفكرة أو عبر تقديم الدعم المعنوي أو المشاركة البناءة، انطلقت في مدينة حماة مبادرة مجتمعية تحت عنوان “حماة تنبض من جديد” أطلقتها محافظة حماة لتعزيز العمل التطوعي والتشاركي المجتمعي .
– الخطة التفصيلية للمبادرة:
محافظ حماة عبد الرحمن السهيان أوضح أن الخطة التفصيلية للمبادرة ” تهدف إلى تعزيز العمل التطوعي وتنسيق الجهود لإعادة تأهيل الخدمات الأساسية والمعالم السياحية والجمالية للمحافظة، بالإضافة للبنية التحتية التي طالها التخريب الممنهج بفعل النظام البائد، بالتالي النهوض بالواقع الخدمي والجمالي للمحافظة.
وأوضح السهيان خلال مؤتمر صحفي عقد في مبنى مجلس المدينة أن هذه المبادرة تركز على استقطاب المتطوعين من المنظمات المحلية والدولية، وذوي الأيادي البيضاء من المغتربين، وأصحاب رؤوس الأموال من رجال الصناعة والتجارة، إضافة لأهل الخير من أفراد المجتمع المدني الراغبين في المساهمة بمختلف أشكال الدعم.
– تشخيص الواقع الراهن:
وبيَّن المحافظ أن المبادرة تنفذ وفق خطة معينة تراعي تركيز الجهود باتجاه كل قطاع على حدة منعاً لضياع أي طاقة أو فرصة، وتتألف من ثلاث مراحل متتالية، وتبدأ المرحلة الأولى بتقييم الواقع الراهن وتشخيص القطاعات الحيوية، كالصحة والكهرباء والطرق ومياه الشرب مع تحديد الأولويات في المناطق الأكثر تضرراً، ولاسيما الريف الشمالي للمحافظة، على مدى شهر.
– التنسيق وجمع الطاقات:
أما المرحلة الثانية تعتمد على التنسيق وجمع الطاقات على مدى شهر ثانٍ مع استمرار عملية الاستقطاب، وإنشاء منصة تنسيقية لضم الجهات الفاعلة والأفراد المتطوعين بهدف تجنب التكرار وهدر الموارد
– مرحلة التنفيذ:
وأشار السهيان إلى أن المرحلة الثالثة هي مرحلة التنفيذ وتشمل فترات زمنية متفاوتة حسب كل مشروع للعديد من المشاريع الموزعة على مناطق متعددة منها ترميم المباني العامة ومراكز الخدمات المجتمعية وتنظيف مجرى نهر العاصي وإعادة تأهيل النواعير وتطوير المستوصفات والمستشفيات العامة، إضافة لإعادة تأهيل الطرق الرئيسية والفرعية والحدائق العامة وتأهيل المدارس والمرافق التربوية المتضررة وإزالة الرموز المرتبطة بالنظام البائد.
وأكد المحافظ أن الهدف الأساسي الرئيسي للمبادرة يتمثل في تخفيف العبء عن المؤسسات الحكومية وتقديم الحد الأدنى من الخدمات للمواطنين خاصة في المناطق المدمرة ريثما يتم إيجاد حلول جذرية.
– عرض مسرحي:
وقد تخلل هذه الاحتفالية عرض مسرحي عن الواقع الخدمي لمدينة حماة تحت عنوان “حكاية شفق وأمل التطوعي” يشير إلى أهمية تكاتف أفراد المجتمع لبناء الوطن.
– استجابة للمبادرة:
ولأن شعبنا معطاء ومحب للخير وللعمل التطوعي، فقد لاقت المبادرة استجابةً كبيرة من الفعاليات الاقتصادية والأهلية، ولاسيما المغتربين الحريصين على رونق محافظتهم وبلدهم سوريا، كما لاقت استجابة من منظمة الخوذ البيضاء وورشات مجلس المدينة ومتطوعي الهلال الأحمر العربي السوري وعمال النظافة وورشات الصيانة للإِسهام بتحسين الواقع الخدمي للمحافظة والنهوض به.
– كرنفال شعبي:
وفي اليوم التالي انطلقت فعاليات كرنفال “حماة تنبض من جديد” في محافظة حماة كأول إعلان رسمي عن بدء الحملة الخدمية الميدانية الشاملة لترميم وتأهيل مرافق المدينة بتنظيم مشترك بين المحافظة والمنظمات الأهلية والجهات الخدمية،
وتضمنت الفعالية تنظيم مسيرة حاشدة ضمت عشرات المركبات والآليات الهندسية المشاركة في الحملة، بالإضافة لمئات المتطوعين من أبناء المدينة الذين حملوا علم الثورة السورية.
وقد شارك العشرات من أبناء المدينة في الكرنفال ومنهم عمر بغدادي 85 عاماً، الذي عبَّر عن الفرحة والسعادة التي غمرت قلبه بقوله إنها المرة الأولى منذ سنوات التي أشعر فيها بعودة الأمل لمدينة حماة وسوف أشارك بإعادة بنائها من جديد بيدي رغم تقدم العمر .
بينما لفت طلحة منجد- أحد سكان المدينة-، إلى أن العمل يتم مع المتطوعين لتنظيف الشوارع وترميم البنى التحتية، معرباً عن أمله برؤية النتائج سريعاً والاستفادة من الطاقات التطوعية بالمشاريع التنموية الملموسة مع التركيز على الجانب الإنساني والرمزية التاريخية لمدينة حماة.
– حملات نظافة:
أما على أرض الواقع فقد بدأت ورش المدينة باستكمال أعمال صيانة وتنظيف المصارف المطرية في شوارع مدينة حماة، كما شاركت جمعية خزامى في حملة النظافة التي استهدفت عدة أحياء في المدينة.
وبينت رئيس الجمعية خزامى خلوف أن 30 متطوعاً من أبناء المدينة شاركوا في الجمعية في تنظيف شوارع الحميدية وساحة العاصي وشارع القصر العدلي والشريعة، وتم جمع النفايات والتربة وترحيلها بمشاركة واسعة من الأهالي، موضحة أن الحملة ستشمل أحياء أخرى قريباً.
– توزيع القرطاسية واللوازم المدرسية:
ولفتت خلوف إلى أن الجمعية أطلقت بالتوازي مع حملة النظافة مبادرة لتوزيع القرطاسية واللوازم المدرسية لطلاب مدرسة هشام بصيلي في حي جنوب الملعب؟ وتحضر لتنظيم تبرع بالدم لدعم جهود المجتمع المحلي لتوفير جميع زمر الدم للمشافي.
– تأهيل نواعير المدينة:
وعلى صعيد آخر فقد عملت مؤسسة البيئة النظيفةE-Clean على إعادة تأهيل نواعير مدينة حماة تمهيداً لإطلاق المياه من سد الرستن، وإزالة مخلفات النظام البائد في المدينة، كما قامت فرق مختصة من مدينة حماة بإزالة حواجز إسمنتية وباقي مخلفات النظام البائد المنتشرة في محيط دوار بلال ضمن مدينة حماة.
– تعقيم مياه الشرب في السقيلبية:
كما قامت منظمة اليونيسف ومؤسسة مياه حماة بتنفيذ مشروع مستودع هيبوكلورايد الصوديوم في مدينة السقيلبية شمال غربي حماة بسعة 48 متراً مكعباً لتعقيم مياه الشرب وتحسين جودتها في المناطق التابعة لوحدة مياه السقيلبية في منطقة الغاب بالإضافة للقرى والبلدات التابعة لوحدة شطحة وسلحب.
– تسهيل عودة وحركة المواطنين:
كذلك عملت الفرق المختصة على إزالة بناء آيل للسقوط في قرية العقمية بمنطقة سهل الغاب في ريف حماة، وردم حفرة تسبب بها سقوط صاروخ طائرة من القصف الذي تعرضت له القرية أيام سيطرة النظام السابق، لتسهيل مرور وحركة المدنيين وعودتهم إلى منازلهم بعد تهجيرهم القسري منها تحت القصف العشوائي.
– تخديم الأحياء بمياه الشرب:
كما تمكنت مؤسسة مياه حماة من تغذية حي مشاع الطيار بمياه الشرب لأول مرة بعد تركيب شبكات رئيسية وفرعية وربطها مع شبكة ضخ مياه حماة.
وأوضح مدير المياه المهندس عبد الستار العلي أنه تم إيصال مياه الشرب لأكثر من 2500 مستفيد بالتعاون مع المنظمات الدولية بعدما كان الحي يعاني من عدم توفر شبكات مياه للشرب في زمن النظام البائد.
– إعادة تشجير الحدائق:
وقامت مديرية البيئة بحماة بالتعاون مع مديرية الزراعة ومؤسسة االبيئة النظيفة E-Clean بالمشاركة مع فريق من جمعية خزامى الخيرية في حماة بحملة تشجير في الحديقة المقابلة لمبنى السكن الجامعي، وتم تشجير 85 غرسة حراجية بعدما جرى تنظيفها في مرحلة سابقة، للتأكيد على أهمية ودور الغطاء النباتي وزراعة الأشجار ورعايتها وإسهامها بإعطاء منظر حضاري للمدينة.
#صحيفة_الثورة